إنها دموع الفرح، بكى الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، أمام أعين العالم، فلم يستطع السيطرة على مشاعره التي انفجرت كالبركان الثائر، فور إعلان فوزه في قصر زيورخ بجائزة الكرة الذهبية وسط حضور نجوم العالم السابقين والحاليين، فعلى الرغم من الصلابة التي تكسو وجهه في الملاعب لدرجة إطلاق لقب "الجلاد" عليه، ظهر كريستيانو كالطفل الوديع الهادئ المسالم الذي وجد لعبته الضائعة بعد طول غياب. لم يكن بكاء كريستيانو رونالدو في حفل الجائزة الذهبية، هو الأول من نوعه، فلقد سبق له وبكى من شدة حزنه عندما خسر منتخب البرتغال في نهائي كأس أوروبا 2004 أمام اليونان، وأيضاً في دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة 2009. حضر كريستيانو (28 عاماً) إلى زيوريخ برفقة 7 من أفراد عائلته وكأنه يعرف مسبقاً أنه الفائز بالجائزة، إذ ينحدر اللاعب البرتغالي من عائلة متواضعة في مدينة ماديرا حيث أقام مصنعاً للملابس الداخلية تحمل اسمه ومتحف يمجد تاريخه الكروي، وأصبح حالياً "ملكا" دون منازع في ريال مدريد الذي انتقل إليه من مانشستر يونايتد عام 2008 مقابل 94 مليون يورو ليصبح آنذاك اللاعب الأغلى في العالم وفي تاريخ كرة القدم. ودفع رونالدو بعد أن ترك مسقط رأسه وانتقل للعب في لشبونة وهو في ال12 من عمره، ثمن "غطرسته" التي يبررها أحياناً برفضه للهزيمة وعدم استسلامه حتى النهاية. وتم اكتشاف مواهب رونالدو مع سبورتينغ لشبونة، عندما ضمه المدرب الأسكتلندي المحنك أليكس فيرغسون إلى مانشستر يونايتد مقابل 17 مليون يورو عام 2003. وبعد 6 أعوام زاد سعره 77 مليوناً إضافياً لينتقل إلى ريال مدريد، إذ أظهر تألقاً نادراً نافس فيه لاعب برشلونة وغريمه التقليدي، الأرجنتيني ليونيل ميسي، وحصل على الكرة الذهبية لأول مرة عام 2008 قبل أن تصبح من نصيب "البرغوث" في السنوات الأربع التالية. وبلغ رونالدو مرحلة النضوج مع مانشستر يونايتد وانضم إلى مشاهير النادي الإنجليزي الذين ارتدوا القميص رقم 7 ومنهم جورج بست والفرنسي أريك كانتونا. وعلى الرغم من الشائعات حول رحيله من ريال مدريد، مدد رونالدو عقده مع النادي "الملكي" حتى 2018 مقابل 21 مليون يورو. ودافع ريال مدريد بكامل أعضائه والمنتسبين إليه وأنصاره عن رونالدو، عندما اطلق رئيس "فيفا" السويسري جوزيف بلاتر، مزحة وصفه فيها بالقائد العسكري في الميدان. ويضاف كل ذلك إلى موسم رائع سجل خلاله 69 هدفاً في 59 مباراة، ونتائج جيدة مع منتخب بلاده خصوصاً في الملحق المؤهل إلى نهائيات المونديال على حساب السويد ونجمها زلاتان إبراهيموفيتش بثلاثية رائعة هي التي على الأرجح أعادته إلى القمة وأهدته الجائزة الثانية بعد 5 سنوات من الأولى.