كنت في مقال سابق قد تحدثت عن أسباب تقهقر الثقة الجنوبية بالجانب السعودي وذكرت عدة أسباب لعل أهمها: أخطاء التحالف وتكرارها في قصف مواقع المقاومة الجنوبية الأمر الذي احتسبته من وجهة نظري الشخصية (خطأ مقصود ) ومحسوب على السعودية ودول التحالف، لكني كنت أشغل نفسي كثيرا في التفكير بالسر من وراء قصف التحالف لمواقع المقاومة الجنوبية وأقول تبا لمن يرسم الأهداف ويعطي الإحداثيات لطيران التحالف، طبعا وأنا على قناعة تامة بأن السعودية لاتقف إلى جانبنا في الجنوب كي نستعيد دولتنا بل أدرك جيدا أنها تعمل على عكس ذلك. وانطلاقا من قناعتي التامة كما أسلفت لازلت استغرب من أفكار وحديث بعض الأصدقاء الذين يراهنون على السعودية في تبني قضية الجنوب وحلها حلا عادلا بما يرتضي به شعبنا في الجنوب، ولعل الأحداث على أرض الواقع هي سندي لبرهنة حديثي وحجتي لإقناع من أراد أن يقتنع في أن السعودية تساوم بقضيتنا بل وتستخدمنا كعود كبريت تشعله لتضيء به طريقها ثم ترميه. وفي مساء أمس الأول طل على الشاشة دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس يتحدث عن استحالة النصر في ظل وجود جنرال الحرب علي محسن الأحمر منسقا لطيران التحالف ومشرفا على عملياته وهو الأمر الذي كنت أجهله لكني -على الأقل- ماظننت بالمملكة خيرا ولازلت متوقعا منها ماهو أكثر من ذلك. ويمكن القول بإن أمر السعودية في تعاملها مع شعبنا في الجنوب أنكشف من خلال تنصيب زعيم الحرب علي محسن الأحمر الذي يعد العدو الرئيس للمقاومة الجنوبية وللشعب الجنوبي بشكل عام فضلا عن تصرفاته العنجهية المعدة من أهم وأبرز العوامل التي أدت إلى إنهيار الوحدة اليمنية. أيضا علي محسن الأحمر هو الذراع الأيمن والأخ غير الشقيق للمخلوع علي عبدالله صالح وهو من قاد العمليات القتالية أثناء اجتياح عدن في صيف 1994م ولازال يكن الحقد والكراهية لأبناء عدن والجنوب الذين أرشفوا الأحداث وعدوا ملفا متكاملا بجرائمه الدموية ومعتزمين على مقاضاته دوليا، بل ويعدونه المسؤول الأول عن الجرائم في الجنوب قبل المخلوع صالح. إذا كيف يمكن أن يتحقق النصر للمقاومة في عدن والتحالف يعتمد على الأحمر في الإشراف على الضربات الجوية وتوجيه الدعم والمساعدات؟. ويجدر بي هنا أن أعود مجددا إلى موضوع الغارات الجوية التي شنها التحالف على مواقع المقاومة الجنوبية عن طريق الخطأ لأشير إلى تعمد الخطأ من خلال تكراره أولا، ولتتضح الصورة فيمن يقف وراء إحداثيات القصف الذي أودى بحياة العشرات من عناصر المقاومة والمدنيين المساندين لهم في عدن ولحج والضالع وشبوة. وعلى الرغم من تكرار الجريمة في قصف مواقع المقاومة إلا أننا حاولنا أن نسكن آلام جراحنا بتبريرات التحالف مع إننا نشكك دائما وأبدا بمصداقية هذه التبريرات. واليوم ومع ظهور جنرال الحرب علي محسن الأحمر في عمليات التحالف تأكدنا جيدا من السر الذي يقف وراء استهداف عناصر المقاومة الجنوبية وتوصلنا إلى إجابة شافية للسؤال الذي حيرنا سلفا، وحسبنا الله على التحالف الذي يخطئ بضرباته في مدن الجنوب فقط دون الشمال. نعم لقد أصبح النظام السعودي يتخبط منتهجا العشوائية اليمنية الفاشلة في موالاة رؤوس الفساد وزعماء العصابات ذوي النفوذ القبلية والتعاقد مع الإرهابيين والمتآمرين على الأراضي المقدسة وعلى الأمة العربية والاسلامية. وتلك هي السياسات الخاطئة التي رافقتنا في عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حينما حالف السعودية وقاتل الحوثيين زمنا وعاد ليتحالف مع الحوثيين لقتال السعودية بسلاحها الذي منحته إياه خلال ستة حروب تمثيلية خاضها مع الحوثيين ليعلن بالتالي ولاءه لهم. وعلي محسن الأحمر كذلك لايقل شأن عن صالح فهو من العرق نفسه وتجمعهم سلالة واحدة . أخيرا لقد بات الأمر مكشوفا للقاصي والداني عمن يقف وراء القصف الذي طال المقاومة الجنوبية ،وطالما بقي علي محسن الأحمر في عمليات التحالف فإن السعودية ستتحمل مسؤولية الأخطاء (المقصودة) ولا أعتقد بعد كل ما أنكشف أن تظل نبرات المزايدين بحديثهم مع السعودية عالية، كما أتمنى التخفيف منها ومسايرة الأحداث بعقلانية حتى لانقع في فم الأسد مرة أخرى. وأتوجه بدعوتي للمقاومة الجنوبية إلى شد السواعد والإعتماد على النفس للدفاع عن الأرض والعرض من أي غاز كان سواء حوثي أو داعشي أو قاعدي أو عفاشي. والنصر حليفنا بإذن الله وإنها لثورة حتى النصر.