ليست عدن في حاجة لأن أكتب عنها ، بل أنا في حاجة ماسة للكتابة عنك يا عدن . بحاجة للكتابة عن شجاعة أبنائك وبطولة أحفادك . بحاجة للكتابة عن صمود نسائك وثبات أهلك وأستبسال رجالك الميامين . في نشوة النصر دعوني أكتب عن عدن بلا توقف ، دعوني أتغنى بأمجادها على طريقتي الخاصة ... لأنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا ، أو بالأصح لأنهم لم يقرأوا التاريخ أبدا ، فهم أقوام غجر آتون من الكهوف لا يعرفون القراءة ولا يجيدون الكتابة ولا يكادون يفقهون معنى كلمة التاريخ . يالسذاجتهم يحسبون أن عمراننا كعمرانهم ... لا والذي أيدنا بنصره أن عمراننا لرأس وعمرانكم لذنب . يظنون أن عدن سريعة السقوط وأسوارها سهلة الأختراق كعاصمتهم صنعاء التي لم يذكر لنا التاريخ الحقيقي أبداً أنها أستبسلت أو صمدت في وجه أي أحتلال خارجي سواء كان الفارسي أو الحبشي أو التركي . أما عدن ياجهلة التاريخ وبرابر العصر هي المدينة التي توصد أبوابها وتشعل النار على أسوارها وقمم جبالها في وجه كل غازي . عدن هي من قاومت البرتغاليين وهزمتهم ، عدن هي من قاومت البريطانيين وطردتهم ، عدن هي من قاومت في 94 وهي التي تقاوم الآن وتلحق بكم شر هزيمة ، عدن هي المدينة التي وليتم الأدبار فيها ، ولبستم أيها الحوافش العبايا والبراقع من أجل الفرار بجلودكم بطريقة أنحطاطية وعاصفة هروب أسميتموها «تبرقعي واهربي» ... كنتم أجبن غزاة واجهتهم عدن . لقد كانت فرحة النصر في قلبي اشبه بقمر بزغ هلاله أثناء أسقاطنا للواء الثاني مشاة ببلحاف ، حينها كتبت منشور على صفحتي الخاصة في الفيس بوك من داخل معسكر النشيمة أزف فيها بشائر النصر ، أنهالت علي الأتصالات من الأخوة المقيمين في الخارج يكبرون حمداً لله . مع كل تكبيرة تصل إلى مسامعي أتمنى أن تكون تكبيرة الانتصار التالية آتيه منك ياعدن . أنتصف قمر الفرحة في قلبي بتحرير ضالع العز والكبرياء ، ضالع الشموخ والأباء .. شارف اكتمال قمر الفرحة بأنتصار قبائل لقموش الحميرية في منطقة العرم بعد أن تصدوا لهجمات شرسة وعنيفة كانت غاية الحوافش فيها ربط عتقبعدن وتوفير ممر آمناً يستخدم كخط أمداد وتعزيز لمليشياتهم في عدن.. أكتمل قمر الفرحة في قلبي وصار بدراً بأنتصارك يا عدن وبتحريرك ياقبلة الثوار و ياموطن الاحرار . يعلم الله أني لم أفرح بأنتصار كفرحي بأنتصارك ياعدن فأنتِ الجنوب و أنتِ كل الجنوب وكل الجنوب أنتِ .. شكراً لكل أبطال المقاومة الجنوبية ... شكراً عاصفة الحزم ، شكراً اعادة الأمل ، شكراً عاصفة السهم الذهبي.. شكراً جلالة الملك سلمان