يا مرجعياتنا الجنوبية من حقنا أبناء الجنوب في الوطن وأرض الاغتراب، وفي السجون والمعتقلات، وفي المدن والمخيمات، بعد أن قدمنا سيول من الدماء والتضحيات وأعطينا وقدمنا الغالي والنفيس من أجل الحرية والاستقلال الناجز وعلى مدى عقودٍ مضت، وبعد سلسلة الحروب والاعتداءات من قادة الشمال وجيوشه، وأعمال القتل والتصفيات، وسنين القهر والعذاب، من حقنا بعد هذا أن نفهم ما الذي يجري، وما الذي يتم في الخفاء، بعيداً عن العيون والآذان، وخلف الجدران المُصمّتة والأبواب المغلقة، بوساطةٍ من أعداء وأصدقاء، ومن غرباء وأشقاء، ومن خصومٍ وحلفاء، كلهم يدلون بدلوهم، ويقدمون اقتراحاتهم، ويقومون بجولاتٍ مكوكيةٍ هنا وهناك. إلى مرجعياتنا في الجنوب في الداخل والخارج وإلى صفوف المقاومة الباسلة : هناك شيئاً ما يطبخ ويعد، وصفقة يتم الترتيب لها. وعُمان أكثرها وجهة !! لكن أحداً لا يكشف عنها، ولا يملك القدرة أو الرغبة على بيان تفصيلاتها، وعرض بنودها، والصفقة السرية بعيدا عنا ككوادر ومرجعياتنا الجنوبية من مشايخنا وسلاطيننا وقادتنا وشبابنا الذين هم في مقدمة الصفوف ومشغولين بالمقاومة والمبعوث الأممي ولد الشيخ الذي هو نفس طينة وعجينة من سبقه جمال بن عمر الذي كان دائما بين صنعاء وصعدة يتمخرط له وكان مبعوثاً غير نزيه فأنهى مهامه وحمل ملفاته وطوى متاعه ورحل وأتى مثيله يتمخرط بين عُمان و..... ليبيع ويشتري إننا نريد أن نعرف ما يُفعل بنا لأننا أصبحنا في عالم فيه الخبير الخبيث الفاجر، العارف الحاقد، والمُطلع الغادر، الذي يعرف الأسرار، ويحسن فك الرموز وحل الطلاسم، ويسلم المفاتيح، وبفتح الأبواب الموصدة، وفك الأغلال الموثقة، فلزاما علينا بعد اليوم أن نغير ونبدل ونأخذ ونعطي ونتابع لنعرف من هو البائع ومن المشتري وأن نجعل عقولنا وآراءنا تتناسب مع المرحلة، وتتفق مع الظروف والمستجدات وأن تتغير مقاومتنا وتتنوع ليس في الميدان فقط بل وفي سراديب المفاوضات وأن نعرف ما يُحاك لنا أو علينا ولا نريد أحداً وصّيا علينا بعد اليوم كما فعلها رفاق الماضي ودخلونا في وحدة بلا معاهدات ولا شروط أو مفاوضات فيها خط رجعه لحفظ الحقوق والواجبات، وما إن أدخلونا فيها ورطونا ثم هربوا. يجب أن يعرف الصديق قبل العدو أن اليوم ليس كالأمس .. نريد أن نعرف ونكون على بيّنة من أمرنا عن كل ما يجري ويدور من تحت الكواليس !!، بعد اليوم من يتنازل أو يستهتر بنا بعد أن سالت الدماء للركب فإن الحساب سيكون عسيرا ، لمن يقطع أو يفصل دون الرجوع لأبناء الجنوب ومعرفتنا أو استشارت شعبنا المغلوب على أمره منذ خمسين عاما فعواقب المؤامرات حاسمة وسريعة، وقد أعذر من أنذر.. وشعب الجنوب ليس كما تعودتم عليه في التسامح وكفى بعد اليوم فإما أن نعيش بحرية وكرامة على أرضنا الجنوب العربي وإما نقاوم أعدائنا نموت شهداء ولا خيار ثالث بعد اليوم، والله المستعان.