الوسيلة و الغاية ! هما اللتان تصنعان الفعل ، و الفعل نتاج العمل و العمل نتاج جهد محصلته النتيجة ! إذاً و بعد تحرير الجنوب الذي واجه ترسانة الإنقلابين حديثاً ! الغزاة ماضياً و حاضراً و مستقبلاً !! الذين لم يتخلوا يوماً عن أحلام الغزو منذ الطاهريين! و الرسوليين ! و الدولة المتوكلية ! إلا أن صاروا جمهورية مع إيقاف التنفيذ ! إلا أن صاروا ملالي و سادة يدعون مظلومية آل البيت ! و يحتفلون بعيد الغدير! ليأتوا لنا بعد كل حين ببدعة و يتخفون بأقنعة كي يباغتونا حيلة و خدعة ! هي ثقافة الخيانة و الغدر التي جبلوا عليها ! بل لا أراني أبالغ هي ثقافة مجتمعية ضاربة في عقليات القوم ، و الذريعة التي صدعت رؤوسنا بها أبواق و مطابخ و زنادقه و سفهاء أعلامهم منذ بدء الحرب ؟ الحرب على الدواعش تارة لكي يوهمونا أنهاحرباً عقائدية ! و تارة حرب الدفاع عن الوحدة ! بيد أن الثانية قد كفر بها صبية الجنوب قبل رجالها. فلم تأتي أكلها كما ينبغي لأن الجنوبيين أصبحت لديهم مناعة من فيروس إدعاء الدفاع عن الوحدة ! فمصل الفيروس لم يعد ينفع معه أي مصل مضاد يعيد الجنوبيين لحدود عقل و هوية و منطق الحب الوحدي الأصيل يومها في العام تسعين ! إذاً هي حرب ماذا ؟ و كيف لنا أن نسميها ! و ما هي حجتنا فيما ندعي و نزعم ؟ هي حرب جنوبية شمالية بأمتياز كمسمى للتاريخ تنضوي ضمن السياق التاريخي لسلسلة حروبهم الممنهجة و إعتدائتهم ضد الجنوب و شعبه منذ الأزل ! و ما الغاية ؟ إعادة إنتاج الوحدة التي جعلت من قراهم و عزلهم حواظر راقية ! و من حواظرنا قرى تملأها الأعشاش و الأكواخ ! و تعيش الجهل و المرض و الضياع ! إذاً هي نظرية بسيطة الشرح و الفهم و الإستيعاب ، رغم أن تفاصيلها غاية في الصعوبة و الإعجاز المبني على طاقة من المكر و الخبث و الدهاء حتى وصلنا مع القوم إلى ما وصلنا له اليوم . و لبرهنة أنها كما ندعي حرباً جنوبية شمالية ! إذا لم تكن كما ندعي فمن أين أتت كل تلك القوات الغازية إلى الجنوب و عبرت كل حدود الشمال برداً و سلاما !! و إذا لم تكن كذلك كيف عبرت و لم يقاومها أحد لا شعب لا أحزاب لا قبائل بل لم تسجل حادثة إعتراض واحدة لها ! إذا لم تكن كذلك كيف تفسرون سياسة حزب الإصلاح في تعز و مأرب و الجوف التي برهنت و تحديداً لجوف حقيقة إرتزاق الإصلاح و القبائل لدعم التحالف من أجل فتح جبهة محاذية لجغرافياء لصعدة معقل الإنقلابيين ! إذا لم تكن كذلك لم نرى بل لم نسمع عن مظاهرة واحدة مؤيدة للشرعية و رافظة للحرب ضد الجنوب ! إذا لم تكن كذلك كيف نفسر إنقلاب بعض الألوية العسكرية في الشمال و التي كانت مؤيدة للشرعية لتنقلب في ليلة و ضحاها ضد الشرعية مؤيدة للمليشات و الحرس ! إذا لم تكن كذلك كيف نفسر إنتماء أسرى القوات الغازية لكل محافظات الشمال فليسوا من صنعاء و صعدة فقط ! إذا لم تكن كذلك لماذا لم يقاتل معنا و يقتل شمالي واحد فلا إصلاحيين و لا سلفيين و لا عسكر في أحسن الأحوال موالون للشرعية ! و هذا فيض من غيض! و ما كان للقوات التحالف العربي أن تنزل و تقاتل على الأرض جنباً إلى جنب مع المقاومة الجنوبية إلا بعد أن أدركت حقيقة عنوان طرحنا الموسوم أعلاه ! فالجنوب حاضنة إجتماعية آمنة لهم تتيح لهم العمل و الإنجاز بل أنهم يثقون كل الثقة بالجنوبيين أنهم معهم أينما ذهبوا ! في تطورات قادم الأيام ! إذاً هي الحقيقة و التاريخ يعيد نفسه ومن كذب جرب !!