حينما نتحدث عن السياسة بما هي تدبير الشأن العام يحضر الرأي العام والإعلام بوصفه السلطة الرابعة يفعل بشكل موازي للسلطات الثلاث التي تحكم المجال السياسي اقصد السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية التي تشكل مجتمعة لحمة السياسة وسداها والتي بدونها لا تكون السياسة ولا تفعل ، ومن هنا يكون كل المشتغلين بهذا السياق العمومي شخصيات عامة يطالها الإعلام ويتداول الناس اخبارها بكل وسائط الاتصال والتواصل الاجتماعي كما يتصورونها ويفهمونها ويأولونها بلا حسيب او رقيب وبكامل حريتهم وقناعاتهم لاسيما في هذا العالم الواسع الانفتاح والحرية . في هذا السياق تختلط الاخبار وتتضارب المواقف والاتجاهات بين الصدق والكذب والجد والهزل والحقيقة والخيال والامانة والزيف والسب والاحترام والمناصرة والانكار والدفاع والهجوم والاخذ والرد وكل ما يمكن تخيله وحينما تكون السياسة وممارستها --كما هو الحال في البلدان العربية التي لا تمتلك من السياسة الا اسمها اذ ظلت ومازلت هي ذلك العالم المجهول المحاط بالغموض والمترع في الاسرار واللالغاز عند فئة قليلة من بيدهم القرار - حينما تكون السياسة اشبه بالصندوق الاسود غير منكشف للرأي العام تزداد حولها الخرافات والزوابع والاساطير والاوهام وكل يفكر ويحكي بها كما يعتقد وكل انّا بما فيه ينضح! ولا عتب على الناس في ذلك بل ان العتب كل العتب على من يسوسون امور الناس ويمتلكون قرارهم وهكذا يمكن النظر الى الزوابع التي نشهدها هذه الايام في عالمنا الافتراضي ووسائط الاتصال الاجتماعي والاعلامي بشأن أزمة الشرعية اليمنية في عدن المحررة منذ اشهر ولا تزال اوضاعها مضطربة ومتوترة ولم تشهد الاستقرار والامن والامان الذي كنا نحلم به من زمان طويل جدا ! وهكذا جاءت الاخبار المتدلولة بشأن تغيير المحافظ الشاب نايف البكري وهو الوحيد من طاقم محافظة عدن الذي صمد في ادارة المحافظة المنكوبة في احلك الظروف بينما خان وهرب وتخاذل الاخرون، تغييره بدون ابدا الاسباب المقنعة للناس وفي لحظة بالغة الحساسية والحرج لتزيد الطين بله ! وبدلا من التفكير المسؤول بحشد كل الجهود والطاقات وترسيخ قيم التعاون والتضامن بين الناس في الجنوب المدمر من اجل اعادة بناء واعمار المحافظة وتثبيت الأمن والاستقرار وتهيئة شروط التنمية واعادة الأمل بالمستقبل، راحت الشرعية اليمنية تشغل الناس في امور الاسماء والاشخاص والجهجعة بلا طحين ! وكأنما لم يعد لديها من عمل تفعله الا التفكير بتغيير محافظ عدن بعد التحرير مباشرة ! انا هنا لا ادافع عن الاخ نايف البكري بشخصه فهو واحد من الشباب الذين صمدوا في وجه العدوان منذ اللحظة الاولى حتى الأن غير ان السؤال الملح هنا ولان هو هل تغيير نايف البكري هو اكثر الامور الحاحا على طاولت الشرعية اليمنية التي لاتزال بقضها وقضيضها وطاقمها من ادنى مؤسسات الى قمتها وكل السلطات المحلية في جميع المحافظات والوزراء والوكلاء والمدراء ورئسا الاقسام في معظم المصالح وهياكل الهيئات جميعهم من مخلفات النظام السابق نظام الرئيس المخلوع الغارق بالفساد والجريمة حتى النخاع وربما كان نايف البكري بالقياس الى كل طاقم الشرعية اليمنية من الرياض الى صنعاءوعدن هو افضلهم نزاهة وجدارة واهلية وثقة وقيمة بما لا يقاس ابدا! ويكفيه شرفا انه كان من بين الرجال القليلين من المحافظين والوزراء والوكلاء الذي صمد في قلب النار بشهادة الجميع . في ظل هذا الهرج والمرج الذي افتعلته الشرعية اليمنية في عدن وقبل ان تعرف راسها من رجولها في صنعاء التي تود العودة اليها بعد التحرير ! كتب احد المدونيين هذه الرسالة الى الرئيس هادي منصور جاء فيها : (( اليك يا رئيس هادي منصور القائمة التي تستحق التغيير والتبديل بدلا من شغل الناس بالي يهدم ولا يبني ابدا من يتحكم في مفاصل الدولة في عدن إحصائيات وأرقام مذهلة القول الفصل في من يتحكم في مفاصل المرافق والمؤسسات داخل محافظة عدن واعلموا جيدا ان الشعب الذي لا يعرف عدوه لن ينتصر اطلاقاً هؤلاء خفافيش الظلام يتحكموا بمصير الشعب .يكرسوا الفساد .ويحاربوا كل جهود إصلاح الأوضاع في عدن اولاً الوظائف الرسمية في ديوان محافظة عدن والتي يسيطر عليها اعضاء المؤتمر الشعبي العام. عدد 6 وكلاء ووكلاء مساعدين مع مدراء مكاتبهم. مديرعام الشئون المالية والإدارية. مدير إدارة التنمية الاقتصادية المحلية. مديرعام البحوث والتنمية الادارية والتدريب. مدير عام الموارد المالية. رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة. مديرعام الادارة العامة لتنمية المرأة. مدير عام مكتب الأعلام والعلاقات. مديرعام الأحياء السكنية وعقال الحارات. مدير الشئون القانونية. رئيس عمليات مكتب المحافظة. مدير عام السكرتارية الفنية والمتابعة. باستثناء المستقل مدير عام الإدارة العامة للمعلومات والإحصاء والتوثيق. ثانيا ً كل مدراء عموم المديريات وكل اعضاء المجالس المحلية هم من اعضاء المؤتمر الشعبي العام مع بعض الاستثناءات غير المؤثرة بوجود عدد 5 مستقلين من اصل مايقارب 60 عضو مجلس محلي للمديريات في محافظة عدن واحد منهم ناصري وولائه لعفاش وهو مدير مديرية التواهي. ثالثاً الوظائف الرسمية في المرافق والمؤسسات التي يسيطر عليها المؤتمر الشعبي العام في محافظة عدن. المدير التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين المدينة. مدير عام الهيئة العامة للاستثمار . مدير عام الهيئة العامة للموارد المائية. مدير عام صندوق الرعاية الاجتماعية. مديرعام المؤسسة الاقتصادية اليمنية م/عدن. مدير عام الشئون الاجتماعية والعمل. مدير عام مكتب الخدمة المدنية والتأمينات. مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي. مدير عام الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات. مدير عام أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية. مدير عام مكتب الإدارة العامة للواجبات الزكوية. مدير عام الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات. مدير عام فرع صندوق الرعاية وتأهيل المعاقين. مدير عام أمن المحافظة. مدير عام مكتب الخارجية. مدير عام مكتب الثقافة. مدير عام مكتب المالية. مدير عام مكتب الإعلام. مدير عام شئون المغتربين. مدير عام مكتب للرقابة والمحاسبة. مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق. مدير عام فرع صندوق صيانة الطرق. مدير عام مكتب الصحة والسكان. مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني. مدير عام مطار عدن الدولي. مدير عام مكتب الضرائب. مدير عام مشروع تطوير مدن الموانئ. مدير عام الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي. مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد. مدير عام مكتب الصناعة والتجارة. مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة. مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء. مدير عام الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط. مدير عام جمارك عدن. مدير عام الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس. مدير عام مكتب الثروة السمكية. مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي. مدير عام المؤسسة العامة للتامينات والمعاشات. مدير عام مكتب الاتصالات وتقنية المعلومات. مدير عام مكتب النقل. مدير عام الاتصالات السلكية واللاسلكية. مدير عام مكتب الجهاز المركزي للإحصاء. مدير عام مؤسسة المسالخ. المدير العام رئيس المنطقة الحرة. مدير عام مكتب الزراعة والري. رئيس جامعة عدن. عدد 2 من نواب رئيس جامعة عدن. عمداء الكليات والمراكز العلمية في جامعة عدن عدد 30 كلية ومركز علمي. رؤساء مجالس الادارة ونوابهم ومدراء المكاتب التنفيذية لشركة مصافي عدن وميناء عدن والهيئات والمؤسسات الاخرى مثل هيئة المساحة الجيولوجية. رابعاً الحالات الاخرى الاستثنائية مدير عام مكتب التربية والتعليم اصلاحي مدير مكتب الشباب والرياضة مستقل )) فضلا عن الوزاء والمتشارين الذين والمترزقين والحواشي الطفيليين الذين يتحلقون حول مائدة الشرعية اليمنية في الرياض وفي القنوات الفضائية وعند مراكز الاغاثة والمعونات الإنسانية وفي الفنادق والصالات االتي لا تعلمها الا الشرعية وحواشيها في الرياض ! لو كانت الشرعية اليمنية صمدت بطاقمها المهول صمدت في الدافع عن عدن في صد الغزو والعدوان الحوثي العفاشي كما صمد نايف البكري ورجال المقاومة الابطال لكان امر تغييره وتبديلة مستصاغا للرأي العام ولن يستثير احد ابدا! ومن غير الحكمة ابدا اختبار ردود افعال الناس وجس نبضهم في هذه اللحظة الحرجة بالذات يا سيد هادي وبحاح اعيدوا الشرعية الى صنعاء اولا وثبتوا الامن والاستقرار في المحافظات المحررة وبعدين عدلوا وغيروا من تريدون بقوة السلطة والقانون ! اما العبث بالامور بهذه الطريقة الطائشة غير المبررة فسوف يدخلكم في حيص بيص وتصبحون بلا صنعاء وبلا عدن وبلا تعز وبلا حضرموت وبلا مارب وبلا عرش بلقيس ! وكانك يا زد ما غزيت ما الذي كان يمكن ان يحصل لو ان الشرعية تريثت قليلا بشأن امر تغيير محافظ عدن ؟! لا شيء من هذه الزوبعة المختلقة الان يمكنه ان يحدث لست حريصا على بقاء تايف البكري او غير من الاشخاض في اي مكان بقدر حرصي الشديد على حشد الجهود والتعاون من اجل المستقبل وهذا لا يتم الا اذ ابدا الجميع رغبة مشتركة للتعاون مع بعضهم بثقة واخلاص ونوايا طيبة والاشخاص يأتون ويذهبون اما المؤسسات والشعوب والاوطان فهي وحدها التي قد تدوم بتضامن الجميع ان ارادوا وقد يستطيع الذكاء الماكر تدمير وحدة جماعة مقاومة ولكنه لا يستطيع اعادة بناءها بعد تفكيكها . اكرر لست حريص على الاشخاص من اي مكان كانوا ولكن من المهم ان يعرف الناس الاسباب الحقيقة في تعيينهم وتغيرهم وتبديلهم وفق معايير موضوعية واضحة وشفافة وشاملة على الجميع ومقنعة للجميع بدون استثناء احد ابدا ! اما الاهواء والشهوات والامزجة فهي اشبه بالسير على الرمال المتحركة لا تبني ولا تبقي والا تذر ستظل مهب العاصفة ! ومن لم يستطع ان يحكم بيته حكمه الاخرون ، واذا عجزت الشرعية اليمنية الراهنة عن تثبت وادارة الوضع في عدن برفق وسلاسة وانسيابية واثقة وأمنة فاقترح ان يعطى الامر لدول التحالف لاعادة بناء مؤسساتها واعمارها وتثبيت الامن فيها وتنميتها وتأهيلها بعيدا لا سيما بعد ان صرنا جزء لا يتجزاء من كيانها كما ارادت الشرعية التي طلبت عونها في صد الغزو الحوثي الايراني عن جنوب الجزيرة العربية ، وكما احتجناهم في الحرب يبدو ان حاجتنا لهم في اعادة اعمار ما دمرته الحرب صار اليوم شديدة الالحاح والضرورة ، لا سيما ونحن نريد الاندماج في مجلس التعاون الخليجي ويا دار ما دخلك شر ! والله من وراء القصد