يتسابق الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين بكل بجاحة أخلاقية ووقاحة إنسانية لتبادل برقيات التهاني بانتصارهم التدميري الشامل على كل ماله علاقة بالإنسان والحياة في مدينة عربية تاريخية أثرية إسلامية عريقة كانت تسمى مدينة حلب الشهباء والحضارة والتاريخ والتعايش،في حين تطل المعارضة السورية المفككة عسكريا وأخلاقيا هي الأخرى مع داعميها الدوليين والإقليميين ومن يسمون أنفسهم بمقاتلي الجيش الحر وأعوانهم من مسلحي جماعات الموت والإرهاب ببكائياتهم الانهزامية على تدمير حلب التي استباحوا فيها كل الحرمات ودمروا كل جامع ومعلم حضاري وديني وتاريخي وأصروا على المواجهة بعد رفضهم كل الحلول والعروض والمبادرات الأممية والدولية التي اقترحت مغادرتهم المدينة بسلام وبرعاية دولية وتحت حماية وإشراف الأممالمتحدة لتجنيب حلب ويلات الحرب التي جعلتها وإحيائها العتيقة مع الأسف، أثرا بعد عين،سيما مع تعمد مقاتلات النظام السوري وحلفائه ومليشياته الطائفية على إزاحة المدينة من خارطة الجغرافيا السورية وإحراقها بشكل تدميري كامل بحثا عن وهم الانتصار العسكري على حساب كل قيم وأخلاقيات الحروب. ولذلك تناسوا، مع الأسف أن الانتصار الأخلاقي للإنسان وكرامته وتأمينه وحرماته وممتلكاته وقيم الحياة،هو الانتصار الحقيقي وليس الانتصار بإحراق المدن واجتثاثها بسياسة التدمير الإجرامي الانتقامي الشامل ولا بهدم المنازل على رؤوس ساكنيها،مهما كانت الدواعي والمبررات لذلك كون حرمة النفس البشرية مقدسة حتى على أقدس بقاع الأرض وأولى بالحماية من أغلى مقدسات ديننا الإسلامي الحنيف.
فعفوا بشار ..لقد تجاوزت كل قيم الإنسانية وأخلاقيات الحروب والمسؤوليات الوطنية ..وتعديت بمحرقة الدمار الشامل لحلب،كل حدود الخيانة الوطنية للشعب السوري وبلغت أعلى مؤشرات العمالة والارتهان وإباحة الأرض السورية للقوى الأجنبية والمليشيات الطائفية المذهبية للتدخل لقتل السوريين بمنازلهم وإحراق وتدمير المدن والأحياء بصورة إجرامية غير مسبوقة بعهدنا الدعي..
وإلا فماذا أبقيت لخونة الأوطان وعملاء الغزو الأجنبي من صفات وامتيازات..
وعذرا..عذرا ..عذراً ولدي العزيز ،بشار' على تشابه اسمك اليوم ليس أكثر مع طاغية العصر الإجرامي.