للوهلة الاولى قد يستغرب القارئ لهذا العنوان، وهذا بالطبع ما هو إلا تعبيرا مجازيا عن كلية اللغات، الابنة وكلية التربية عدن. الام. فكلية التربية عدن وكما هو معروف هي اقدم كلية نشأت في تاريخ عدن، حيث كانت بداية نشأتها سنة 1970م كضرورة ملحة لتأهيل المعلمين وحصولهم على درجة الدبلوم، ثم ما لبثت حتى دخلت بنظام البكالوريوس، حيث تخرجت أولى دفعاتها بنظام البكالوريوس عام 1975م. وهي بذلك تعتبر اقدم واعرق كليات جامعة عدن، وتحمل دلالة ذات طابعا تاريخي ارتبط بتاريخ مدينة عدن العريقة، حيث كانت كلية التربية عدن أو ما تعرف سابقا. بكلية التربية العليا هي قبلة ليس للطلاب اليمنيين فحسب ولكن لطلبة العلم من مختلف الاقطار العربية. أما الأبنة فهي كلية اللغات التي نشأت في احضان كلية التربية عدن إذ يعود تأسيسها تحت مسمى معهد اللغات عام 1981م، وكان يسمى آنذاك مركز اللغات الحية، ويتبع كلية التربية العليا في الجامعة، وفي عام 1996م صدر قرار بشأن تأسيس معهد اللغات مركزا مستقلا يتبع رئاسة جامعة عدن، وفي 28/ 4/ 2013م صدر قرار بترفيع معهد اللغات إلى مستوى كلية، كضرورة ملحة من متطلبات العصر. ولكن هل يمكن ان تنمو كلية اللغات على حساب الكلية الام كلية التربية عدن، بعد أن رأينا التوسع الملحوظ للأولى على حساب الثانية، وأنا هنا لا انتقص من النجاحات التي حققتها كلية اللغات، وهذا بالطبع يحسب لها ولكل القائمين عليها، ولكني اخاف يوما ان يقول الناس لقد كانت هنا كلية التربية عدن اقدم كليات جامعة عدن. وهنا ونحن نعيش بالفعل عصر اللغات، ونرى اعداد الطلبة تتزايد يوما بعد يوم في هذه الكلية، وطالما هناك دخل وفير لها، فلماذا لا تكون هناك خطة مستقبلية لإنشاء مبنى متكامل وحديث مستقل لكلية اللغات، في مساحة واسعة في ما تبقئ من اراضي الدولة قبل ان تطالها أيادي العابثين.