أكد الصحفي سامي الكاف أن ما يحصل في عدن ليس بحسب ما تم وصفه بأنه تباينات بسيطة بين السلطة الشرعية ممثلة بالمحافظ الجديد عبدالعزيز المفلحي والمحافظ السابق عيدروس قاسم الزبيدي والتي حدثت بمجرد قرار إقالة الزبيدي وتعيين المفلحي خلفاً له. و أضاف الكاف خلال حديثه لبرنامج "زوايا الحدث" الذي بث على قناة بلقيس الفضائية مستغرباً: "لا ادري عن أي تباينات يتحدثون ويقولون بسيطة.. الواقع مختلف تماما، فإعلان ما يسمى "بإعلان عدن التاريخي" الذي حدث يوم الخميس الماضي واضح وفقراته واضحة، ويقول هذا الاعلان إنه يرفض قرار تعيين محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي بديلا عن المحافظ السابق عيدروس الزبيدي وهذه ليست تباينات بسيطة.. هذه الاشكالية إذا لم تحل في سياقها الصحيح فإنها مدعاة لتوتر الوضع .. الناس في عدن كانوا قلقون جداً من أن يحصل صدام دامي بين القوات التي تتبع محافظ عدن السابق والقوات الأخرى.. يجب أن يتم فصل هذه الاشكاليات وليس التباينات البسيطة".
وأوضح الكاف أن هذه الاشكاليات يجب أن تحل بفرض الأمور الامنية من قبل السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي للدفاع عن قرار تعيينه بصفته الرجل الأول في الدولة وهو الذي يمثل الشرعية في اليمن التي يدعمها التحالف العربي ومجلس الأمن الدولي بقراره 2216، وهذه امور واضحة لا لبس فيها".
وأضاف الكاف مشددا بإنه "اذا لم نعالج هذه المواضيع من هذه الزاوية فإننا سوف نغرق في مزيد من المشاكل، وهذه المشاكل سوف تجر البلاد إلى صراعات نحن في غنى عنها". وأوضح الكاف بأن "أول مهمة ستكون على عاتق المحافظ الجديد المفلحي أن يحسم أمره مع المحافظ السابق، وهذه الأمور يجب أن تحل بناءًا على سلطة الدولة" مؤكداً على ضرورة وضع النقاط على الحروف بدلاً من التقليل منها ووصفها بالتباينات البسيطة".
وعن الاخبار التي تحدثت عن استدعاء القيادة السعودية للقيادات الجنوبية التي شملها قرار الإقالة.. أوضح الكاف أن مثل هذه الأخبار تندرج في خانة التسريبات ليس إلا.. مضيفا بقوله "ليس هناك جهة رسمية أدلت بهذا التصريح".. مؤكداً بأنه حديثه هو في السياق العام و"عن واقع تعيشه عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية ".
كما عرج الكاف على التصريحات التي أدلى بها المحافظ الجديد عبدالعزيز المفلحي والتي يقول فيها أن مهمته هي مهمة خدماتية وليست سياسية، موضحاً وجهة نظره بأن تلك التصريحات "تحمل شقين.. شق إيجابي وشق سلبي مخيف".. موضحاً بأن "الشق الايجابي يتمثل في أن المحافظ يريد أن يقدم خدمات للناس.. أما الشق السلبي يتمثل في أن منصب محافظ عدن ليس خدماتياً فقط.. فمحافظ عدن يعتبر هو الرجل الأول في المحافظة وتندرج مهامه ليس فقط الخدمات بل هي إدارة محافظة كاملة وتندرج إطار هذه المهمة مهمات خدماتية وسياسية واقتصادية وأمنية بالدرجة الأولى، فمنصب المحافظ هو بالدرجة الأولى رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، وبالتالي فأن أول مهمة يجب أن يتصدى لها المحافظ الجديد هي المهمة الأمنية بالتعاون مع مدير إدارة أمن عدن اللواء شلال علي شائع".
وبيّن الكاف بأن "المهمات الأمنية هي المفتاح لأي مهمات أخرى.. سواء للسلطة أو المعارضة او المواطن البسيط، فإذا لم يستطع الرجل الأول في المحافظة إنجاز الملف الأمني فأن أي مهام ستأتي في هذا السياق ستصطدم بعراقيل وصعوبات وهي أمور بديهية وواضحة".
وأشار الكاف إلى أن "هناك في المحافظة ما يقارب 22 وكيل، واصفا إياهم ولكثرتهم بأنهم يمثلون قوام تشكيل فريقين لكرة القدم"، موضحاً بأن أغلب تلك التعيينات تمت بطرق مخالفة للقانون والدستور الذي يفترض أن يتم اتباعه من الجميع".. مشيراً إلى أن بعض التعيينات قام بها المحافظ السابق عيدروس الزبيدي وهي ليست من صلاحياته، وفي الجهة المقابلة -جهة الشرعية- قامت أيضا بتعيينات غير صحيحة ولم تستند على أي أسس ومعايير في المحافظة وهي من المعضلات التي سيواجهها المحافظ الجديد". كما عاد الكاف للتأكيد على أن أهم مشكلة ستواجه المحافظ الجديد هي الصدام مع المحافظ السابق ومن معه الذي يرفضون قرار التعيين، وهي اهم نقطة إذا لم تحل فلا جدوى من حل باقي النقاط الأخرى.
