مرة أخرى وجدت نفسي أتألم وأنا أقرأ الأخبار المؤلمة عن حصار قرى السواحل الغربية لمدينة تعز وعمليات القصف والقتل والتهجير والتجويع لقرى البركان على سفوح جبل ثرا في أبين ولمدة عامين . الصور قاسية وقاتلة ، والأخبار صاخبة صادمة ولا تحتاج إلى تعليق ، ولا مفاجأة .. لم يعد يفاجئنا شيء في هذا الزمن الغادر . هنا او هناك من هذا الجزء الداعر من الكوكب الأرضي ، منذ أصبحت تراجيديا النذالة المصورة في تقرير إخباري ،تعجز عن نقل معانة النازحين . أسمع أنين الشهداء . ألمح دموعاً تختنق بالعتب . يا لبؤس وطن لا يقدر أن يلف إصبع طفل جريح بالقطن والشاش المعقم . لكنه يوغل في التعذيب ، ويلتهم أبناءه في مقبرة كبيرة مثل الوباء ، ويشمت بضحاياه .
بلادنا ظالمة . ترضى عن السهو وتكافئ على الخطأ . أينما التفت وجدت فساداً وتآكلاً وانهياراً ليس هناك من يردّه أو يصدّه ، وهذا الوطن انتحاريّ بامتياز . يخفي تحت أنيابه مليون قاتل وقتيل . أكتب ما يعنّ في نفسي من خواطر . صور كثيرة هاجمتني . كانت الأشدّ مضاضة في التاريخ .. لعلّي إلى من قد عشقت أطيرُ من مكاني هذا الي قرى السواحل الغربيه لمدينة تعز إلى قرى مكيراس الى البركان أهل المرتبة والصيت عالي أنظر إلى الآفاق البعيدة ، أتساءل : هل ثمة رؤىً وراء هذا كل هذا السكوت لما يحدث لهم ؟. أأقول ماتت كل تلك الصور ؟ لنفترض أنها ماتت ! ألا تستحق منا أن نقيم لها جنازة شعبية لائقة ، وموكب تشيّيع أقلّ بشاعة ؟!. وحسبنا الله ونعم الوكيل