تفتقر الثورة الجنوبية اليوم إلى زعيم يمتلك صفات القائد الحقيقي لقيادة كل مكونات قوى الثورة الجنوبية في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخنا المجيد ، والانتقال بنا من مرحلة الثورة الى مرحلة بناء الدولة في المقابل تعاني مختلف مكونات قوى الحراك والمقاومة الجنوبية من وفرة لاعبي الكوتشينة والثلاث ورقات، الذين يتوهمون أنهم قادة وزعماء للميدان والإدارة وهم لا يتقنون الا شكليات السلوك الاستبدادي الفردي غير الثوري او الأخلاقي , كالتعالي على الثوار والمناضلين الحقيقين وتغييب دورهم ،واقصاء الكفاءة والخبرات وممارسة النزعة الفئوية والقروية والأوامرية، والتشدق بالعلم والمعرفة، وادعاء القدرة على التنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، واستغلال مكانتهم لدفع البسطاء للتطبيل والتزمير للتفاهات التي ينطقون بها باعتبارها احكاما أبدية او مقولات ثوريه , لن يأتيها الباطل أو يتخطاها الزمان، مع تقديس رأيهم الخاص، وشخصنة علاقاتهم مع الوقائع والأشخاص... وتجيير تضحيات الاخرين لخدمة مصالحهم وتحقيق ذاتهم
لذا..لا يدهشنا إن سقط بعضهم ، وينتظر بعضهم الآخر السقوط كما تسقط الفراشات في النار، ولا مبالغة في القول: إن معظم من كانوا يظنون أنفسهم قادة الثورة وزعمائها وهم ممن كانوا في الصفوف الخلفية قد ظلوا جزء من التخلف السياسي المتنوع الأشكال والتسميات بالأمس وعائقاً من معوقات تقدم ثورتنا اليوم وكل ما استطاعوا فعله خلال هذه المرحلة العصيبة هو خنق شعبنا، واعاقة مسيرة ثورته وحرفها عن مسارها ليقضون تدريجيا على ما تم تحقيقه من انجازات خلال العشر السنوات الماضية من عمر الثورة ,وعلى الانتصارات التي تحققت مؤخراً بتضحياتنا الجسام,
لذالك علينا ان نسارع في تدارك هذا الامر ودفعهم لا يثار الوطن والتنازل عن ذاتهم وانانيتهم وافساح الطريق لقيادات جنوبية كفؤة ومخلصه من الشباب والقيادات الفذة والمجربة التي عرفتها ميادين النضال لقيادة المرحلة القادمة وإعادة الثورة الى مسارها الصحيح مسار التحرير والاستقلال لا مسار الاقلمة وشرعنة الاحتلال