عندما نتأمل شكل الغالب الذي تتناوله المجتمعات العربية والغرب بشكل عام عن اليمني سنلاحظ أمراً قد يغفل عنه الكثيرون، وخاصة في وسائل الإعلام والدراما فهم يشوهون الصورة ويقدمون أشكالاً بدائية غالباً ما تكون بطابع السخرية من العقلية المتأخرة والمتخلفة والفقيرة والمتسخة, عائمة هائمة بلا هدف ولا مبدأ ولعل مسلسل همي همك للإخواني فهد القرني قد رسخ الصورة لدى أذهان الكثيرين. لاشك أن البيئة لها دور في تشكيل حياة الإنسان سواء كانت البيئة الاجتماعية أم الاقتصادية أم الفيزيقية في هذه الحالة نتحدث عن المناخ والطبيعة الجغرافية والاقتصاد. و نستطيع الجزم إن كل من هذه العوامل بحد ذاتها يمكن إن تكون لها الأثر الحاسم في تشكيل سلوك الإنسان اليمني. فهناك العديد من العوامل وكيفية تفاعلها معا والتي يمكن أن تشكل سلوك ومزاج الإنسان. العامل المناخي مثلا قد يؤثر على نوعية الأغذية المتوافرة أو على طبيعة النشاط السكاني أو على العوامل البيولوجية في الطبيعة وكل هذه العوامل تتطلب سلوكيات معينة للتكيف معها. وقد تؤدي بدورها إلى التأثير على تشكيل الأنماط السلوكية والمزاجية لسكان هذه المناطق. نجد مثلا سكان الجبال الوعرة الجافة يواجهون تحديات بيئية يومية مختلفة عن تلك التي يواجهها سكان المناطق الحارة أو الساحلية الصحراوية. هذه العوامل تؤثر بصيغ مختلفة على حياتهم وتنعكس على مزاجهم وأساليب تعاملهم مع الآخرين هذا اختلاف في أساليب التعامل مع البيئة أو مع الآخرين تساعد في تحقيق أفضل فرص لتكيف الفرد مع الظروف المحيطة. إذن، من الصعب توصيف الشخصية اليمنية اليوم دون التمعن بالكثير من الظروف الاجتماعية والتاريخية والثقافية والجغرافية والقبلية وعوامل أخرى نعرف إن التنوع في اليمن ينعكس على التنوع في أساليب وأنماط السلوك اليمني التنوع الجغرافي يؤثر على طبيعة النشاط اليومي للناس من الزراعة أو الصيد البري أو البحري أو العمل التجاري الخ. هذه الأنشطة قد تختلف بطبيعة المناخ والجغرافية وقد تؤثر على أساليب وأنماط سلوكيات الناس مع من حولهم. ونعرف في اليمن إن هناك مشكلات إضافية مثل مشكلة القات وارتفاع الأمية وغياب هياكل تعليمية وإدارية نظيفة وعوامل أخرى تؤثر وبشكل مباشر على طبيعة هذه الشخصية وأساليب تعاملها مع العمل ومتطلبات الحياة. الجهل والقات والعصبية القبلية أهم مصادر ومعززات التخلف في اليمن في الماضي والحاضر لابد من التعامل معها مباشرة هذه مشكلات معقدة ومتداخلة بتفاصيل المجتمع وتحتاج لجرعة قوية ومستمرة من الوعي والتعليم ولكن في الأساس لابد إن يكون ذلك مدعوماً بوجود دولة قانون مدنية عادلة تأتي من الشعب وتحمي مصالحه. فتصحيح قيم وعادات مجتمعية مثل هذه تحتاج لجهود فردية وجماعية على مستوى المواطن والدولة الآباء والمدرسين المؤسسات التعليمية والمؤسسات التثقيفية والإعلامية.