يعتقد الكثير أن تبديل الجلود عملية سهلة لا تكون شائعة إلا عند فاقدي الضمير والمبدأ , وأن المتسارعين على تبديل جلودهم عند كل حدث إنما هم بلا ضمير وما يترتب عليه من سوء الأخلاق يلهتون وراء مناصب يكتسبون بها وجاهات تحفظ لهم مصالحهم الشخصية وتضاعفها مع مضاعفة القسوة على الناس . والبعض اليسير يعتقد أنها عملية جلد الذات وتوبة الانتقال من حال إلى حال وطلب المغفرة إما بتحسين الأداء عن ذي قبل أو زيادة وتيرة الأداء على النفوس إذا ما طغت روح الانتقام لدى الجانبين العامل الأساسي لنشوء أي خلاف وأي صراع . وانتشار ظاهرة الانسلاخ هذه الأيام في عدن والجنوب شيء وارد ، الانسلاخ من الأحزاب اليمنية وخاصة بعدما أصبحت غير مقبولة في الجنوب وتم حظر نشاط حزب الإصلاح اليمني الاخوانجي تأكيداً على أنه المصدر الأساسي للتنظيمات الإرهابية ، والدليل القاطع على تورط المؤتمر الشعبي العام في رعاية الإرهاب وتمويل تنظيماته ،والأحزاب اليمنية الثلاث هذه الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي عبارة عن براميل متفجرات موقوتة تحوي جميع أشكال المتناقضات ضد الحياة والإنسانية في الجنوب . ظاهرة تبديل الجلود أو الانسلاخ السائدة لها معنيين في قاموس السياسة تسمى وصولية عن طريقها يحاول الواحد الوصول إلى مبتغاه في واقع جديد وظروف غير الظروف السابقة دون امتلاك أسلوب للنضال أو اتجاه للكفاح غير الأنانية المفرطة . وتعرف الانتهازية وإستراتيجيتها أن كل شيء مباح وآليتها أن كل وسيلة جائزة ، والانتهازيون أوسع أفق من الوصوليين لا يهتمون بالانتقادات التي توجه إليهم وإلى أخطائهم فور بلوغهم سدة الحكم الممنوحة لهم من القدر كما يدّعون من أقرب طريق وصدفة ويا محلى الصدف ولا خوف منهم في ظل حدوث تلاحم مكونات الحراك الجنوبي وقواه وتعاظم دور المجلس الانتقالي الجنوبي لأن هذه الأفكار التي يحملونها لا تجد إلى قليل من الأنصار ، كما أن استعجالهم النتائج مدموغاً بثوابت العمل الوطني الجنوبي يفقدهم رغبة التآمر مع قوى اليمن المختلفة في ظل انهيار كامل للاحتلال اليمني بشرعيته وغير شرعيته ، وخاصة أن المجلس الانتقالي الجنوبي يلعب دور طليعي ككيان سياسي ثوري موحّد يتيح للحراك الجنوبي ترصين وحدته والإمساك بالمبادرة التاريخية في الجنوب العربي وتوحيد كل مكوناته وقواه من أجل ضمان وحدة كفاحنا وتطوير تضامننا مع التحالف العربي وتوثيق ارتباطنا بالسعودية والإمارات وكافة دول مجلس التعاون الخليجي ، فلا داعي للبلبلة .