كان لتلفزيون عدن الريادة من بين التلفزيونات العربية في البث الصباحي الموجه لطلاب مدارس عدن والمناطق المجاورة ، وقد عرفت هذه العملية التي بدأت تجاربها عام 1965م بالتلفزيون المدرسي ( TV School ) قُدمت فيها الدروس من قبل مدرسين أكفاء تابعها التلاميذ في مدارسهم عبر شاشات تم شراؤها لهذا الغرض ، وحتى يتحقق هذا الهدف أوكلت هذه المهمة إلى لجنة على درجة عالية من الخبرة في مجال التربية والتعليم برئاسة الأستاذ إبراهيم روبله وكيل وزارة المعارف في حكومة الاتحاد ، وعضوية لطفي جعفر أمان ، عثمان عبده محمد ، سلطان عبده ناجي، عبدالحميد سلام ، عزيزة العطاس ، أبوبكر العطاس . بالإضافة إلى بعض مدراء المدارس في عدن : مثل حسين منيباري، أبوبكر عقبة ، حسن نور الدين ، نصر حسن عباس وحسن جوبان . ويعد هذا سبق إعلامي جريء وإنجازاً مهماً يحسب لتلفزيون عدن . في نفس العام ، بعثت وزارة المعارف بالتربوية القديرة السيدة عزيزة العطاس وزوجها المذيع ابوبكر محسن العطاس إلى لندن للتدريب على إخراج , وتقديم البرامج التعليمية في معهد التلفزيون المدرسي الذي كان يعرف باسم ( C I T O ) كما أتيحت لهما الفرصة لزيارة بعض الدول الأوروبية للاطلاع على تجاربها في التلفزيون المدرسي لاسيما ايطاليا التي كانت تعتبر الرائدة في هذا المجال .. يوم السبت 16 ابريل 1966م الساعة العاشرة صباحاً بدأ البث الصباحي للتلفزيون المدرسي لتقدم دروس منتظمة للمدارس المتوسطة في ثلاث مواد هي الجغرافيا ، العلوم ، اللغة الانجليزية لمدة ساعة كاملة يومي السبت والاثنين من كل أسبوع تبدأ بعرض فيلم علمي قصير مترجم مثل : الوقود والاحتراق ، الطاقة الشمسية ، صيادي السمك في سنغافورا ، الفيزياء المسلية بعدها فترة مراجع ثم الدروس .. كان ذلك يتم وفق خارطة برامجية فصلية معدة سلفاً ، يتم توزيعها على جميع المدارس المتوسطة التابعة لوزارة المعارف في لحج وأبين ويافع السفلى ( يافع بني قاصد كما كانت تسمى ) التي يصلها البث التلفزيوني وتتابع الدروس وترسل ملاحظاتها عن سير هذه العملية التلفزيونية المهمة التي استفاد منها جمهور كبير من ربات البيوت والطلبة والطالبات الدارسين في المساء وبعض المرضى الذين انقطعوا عن الدراسة قهراً. التلفزيون المدرسي استهدف طلاب المدارس المتوسطة فقط في ثلاث ولايات التي كان يصلها البث التلفزيوني ، امّا تلاميذ المدارس الابتدائية في كافة ولايات اتحاد الجنوب العربي آنذاك فقد استهدفتهم إذاعة عدن من خلال درس التاريخ الذي كانت تقدمة في الساعة العاشرة من صباح كل يوم خميس ، يكتبها عبدالرحيم لقمان و جميس كليفورد بإشراف قسم التلفزيون والإذاعة المدرسية في وزارة المعارف الاتحادية بعدن . كان قسم التلفزيون والإذاعة المدرسية يطمح إلى تطوير التلفزيون المدرسي من خلال إنتاج البرامج التعليمية المحلية لتقوية المهارات لدى الطلاب وتزويدهم بالمعلومات العامة التي تسهم في تنمية مداركهم العلمية ، ولكن شحة الإمكانيات حالت دون تحقيق ذلك الطموح ، وإذا توفرت لكان المشروع المهم قد تطور وأصبح قناة تعليمية مستقلة بذاتها تخدم الطلاب والمجتمع ككل . قبل الاستقلال 30 نوفمبر 1967م وأثناء الحرب الأهلية التي شهدتها مدينة عدن اضطربت العملية التعليمية بسبب الوضع الأمني الغير المستقر والإضرابات الطلابية المستمرة وتوقف كل شيء طموح ومفيد جراء ذلك الوضع الطارئ ومنها بث التلفزيون المدرسي وحصة التاريخ في إذاعة عدن إلى غير رجعة . بعد الاستقلال بعدة سنوات ظهر برنامج طلابي أسبوعي يتيم " جيل الثورة " وكانت مدته لا تتجاوز 25 دقيقة كرس لإبراز نشاطات الاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن في المدارس والمراكز الطلابية ، وفيما بعد تم دمجه ضمن برنامج الشباب والطلاب . بعد انتقال محطة تلفزيون عدن إلى مبنى البينو في التواهي اعتُمدَ في الخارطة البرامجية الصيفية برنامج "مدرسة على الهواء" كان يبث أثناء فترة الامتحانات الثانوية العامة والشهادة الموحدة لمساعدة الطلاب على فهم الدروس المقررة في الامتحانات ، بالإضافة إلى برنامج الدوري المدرسي الذي كان يبث في أيام العام الدراسي الأخرى . ورغم أن برنامج "مدرسة على الهواء" كان يقدم استفادة جيدة للطلاب إلا أن ما عابه هو عدم تخصص القائمين عليه في إنتاج البرامج التعليمية وتقديمها وإخراجها بسبب انعدام فرص التدريب والاستفادة من خبرات الدول الأخرى ، وكذلك ضعف التنسيق مع وزارة التربية والتعليم في تقييم مستوى تلك البرامج وتحسينها المستمر .. فتقديم الدرس عبر التلفزيون يختلف عن تقديمه في الصف الدراسي ، الذي من المفروض أن يستخدم الوسيلة التعليمية المتلفزة أكثر من التلقين ، ناهيك عن الاختيار الخاص للمدرسين المعنيين بإلقاء الدروس على الهواء مباشرة .
