الأحداث المتتابعة التي عصفت بالجنوب ابتداءً من الوحدة الظالمة والتي لم تراعي حقوق ومصالح الشعب في الجنوب وما تلاها من حرب اجتياح للجنوب وتسريح وتهميش وإقصاء للكادر الجنوبي، وعمليات نهب منظم للمؤسسات الاقتصادية والأراضي الشاسعة، وانتشار للفساد بشكل مهول، ومحاولة طمس الهوية، وتغيير أسماء المدارس والشوارع والمستشفيات وكل ما له صله بالجنوب، إلى زرع ما يسمى مسلحي القاعدة والجماعات المتشددة في أبين وما لحق بسكانها من مآسي لا حصر لها، وتحويل الجنوب إلى ساحة لتصفية حسابات الصراع على السلطة في صنعاء، كل هذه العوامل كان لها أثر كبير في نفوس أبناء الجنوب وبسبب هذه المعاناة استطاعوا تحويل مأساة أسمها كارثة 13 يناير إلى ذكرى حب وتصالح وتسامح وكبروا على جراحهم ومآسيهم، وفتحوا صفحة جديدة في توحيد الصف والكلمة ومواجهة التحديات حيث تم تأسيس النواة الحقيقة للتصالح والتسامح والتي أفضت إلى تشكيل الحراك الجنوبي السلمي في جمعية أبناء ردفان في 13 يناير 2006 لتدشن مرحلة جديدة في تاريخ الجنوب . الجديد في هذا العام هو تصريح علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع الذي كان الذراع اليمين لعلي صالح ومخزن اسرارة، حيث أتهم علي صالح انه يقف شخصياً خلف أحداث 13 يناير المأساوية، ولا نستبعد ذلك على الاطلاق فالجنوب كان مخترق وعلى كافة الجبهات، ما يؤكد ذلك وسائل إعلام علي صالح التي دأبت على نشر تقارير وأخبار عن أحداث 13 يناير وتربط بين 13 يناير والوحدة وعلي صالح بشكل يوحي ان أحداث يناير كانت مفتعله لتدمير الجنوب وإدخاله في وحدة بشكل طوعي . لكن يجب أن نطوي مأساة 13 يناير إلى الأبد وان نستخلص منها الدروس والعبر التي تساعدنا على بناء مستقبلنا وحاضرنا، وخصوصا الجيل الشاب الذي هو معني أكثر من غيره بعدم الالتفات إلى الماضي، والمُضي قدماً نحو التحرر والانعتاق من الماضي بكل مآسيه ومخلفاته منذُ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم . الشباب اليوم معنيون أكثر من غيرهم لتعزيز التصالح والتسامح بين كل مكونات المجتمع في الجنوب، كونهم جيل خالي من عقد الماضي و ضحية من ضحايا الماضي، ويجب على الشباب اليوم تعزيز موقفهم وتوحيد كلمتهم فهم الحاضر والمستقبل، عليهم أن لا يرهنوا أنفسهم وحاضرهم ومستقبلهم للماضي ورموز ذلك الماضي، أو الانجرار إلى خلافات وتصنيفات وفرز مناطقي أو فئوي بسبب تلك القيادات التي يبدوا أنها تعشق ذلك وتريد تصديره إلى الأجيال . أما قيادات ورمز الماضي نقول لهم كثر الله سعيكم لقد منحكم الشعب فرصه تلو الفرصة ورغم المآسي والجراح رفعوا صوركم وهتفوا بأسمييكم كلكم، وانتم اليوم تخذلونهم من جديد وتُصدرون لهم خلافاتكم وفشلكم في الماضي، أرحلوا جميعاً بتاريخكم وفشلكم وماضيكم، فلم نجني منكم ومن تاريخكم غير الحسرة والندم وضياع المستقبل ومعاناة سترافق الأجيال لسنوات طويلة . واخيراً أتمنى عقد مؤتمر وطني جنوبي شبابي خالص وخصوصا بعد أن فشلت كل الجهود السابقة لعقد مؤتمر جنوبي بسبب خلافات ما يسمى قيادات تاريخية، حتى يتم تعزيز مبدأ التصالح والتسامح وتوحيد وتقريب وجهات النظر، لان الشباب خالي من عقد ورواسب الماضي وشركاء في المعاناة وصنع المستقبل .