مشهد يتكرر كل عام وتحديداً في العشر من شهر ذي الحجة .. يرافق ذلك المشهد تعالي اصوات المكبرين والمهللين منذ اول يوم من عشر ذي الحجة... مشهد ايماني فرائحي نراه يتجدد كل عام ليشهده من كتب له الله ان يعيش هذه الايام المفضلة... لتعلو اصواتهم بالتكبير والتهليل في كل مكان يتواجدون فيه... ان دخلت الى محل تجاري او انت ماشياً في سوق مودية الرئيسي تسمع التكبير والتهليل من مكبرات الصوت وتسمعه من افواه بعض المارين والمتسوقين وهم يرددونه ابتهاجاً وفرحاً واقتداءً بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام: (الله اكبر..الله اكبر..الله اكبر.. لا إله إلا الله.. الله اكبر..الله اكبر..الله اكبر.. ولله الحمد..) (خالد عرمان) يجلس في هذا المكان الذي اعتاد على التواجد فيه كل عام في ايام العشر من ذي الحجة في قلب سوق مودية... حيث يفترش الارض ومعه عدته من ادوات الحدادة ليقوم بحد السكاكين وفتاقتها لزبائنه الذين يأتون اليه ليحدوا شفراتهم ليذبحوا بها اضحياتهم... كونه من السنة ان يحد المضحي شفرته وتكون آلة الذبح حادة تنهر الدم لقوله عليه الصلاة والسلام: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا) وقال عليه الصلاة والسلام: (......واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته) والاضحية هي سنة واجبة على اهل كل بيت مسلم قدر اهله عليها وذلك لقول تعالى: (فصل لربك وانحر) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان ذبح قبل الصلاة فليعد) وقول ابي ايوب الانصاري: (كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن اهل بيته) ولسنة الاضحية فضل عظيم لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (ماعمل ابن آدم يوم النحر عملاً احب إلى الله من إراقة دم ، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها ، وان الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل ان يقع على الارض فطيبوا بها نفساً) هكذا هم اهالي مديرية مودية يحيون سنة نبيهم بالاستعداد لعيد الاضحى والتهيئة لهذه المناسبة الدينية العظيمة .. ومنهم من يستطيع شراء الاضحية ، ومن لم يستطع شرائها فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.. وبتكاتف الاهل والجيران واهل الخير والإحسان وتعاونهم وتراحمهم تصل لحوم الاضاحي لكل منزل ولكل اسرة... وعيدكم مبارك مقدماً وكل عام وانتم بإلف خير وصحة وسعادة.