من ابرز صفات المسلم البر بالوالدين والإحسان اليهما .. وديننا الاسلامي الحنيف رفع مقام الوالدين إلى مرتبة لم تعرفها الإنسانية في غير هذا الدين...! إذ جعل الإحسان اليهما والبر بهما في المرتبة التي تلي مرتبة الايمان بالله لقوله تعالى: (واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا) وامرنا ربنا سبحانه وتعالى ان نبر والدينا وان نحسن اليهما اذا بلغا سن الشيخوخة والعجز وذلك في قوله: (إما يبلغنك عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وعلينا ان نحذر ألا نقع في عقوقهما فهي من اكبر الكبائر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا انبئكم بأكبر الكبائر ؟ثلاثاً.. قلنا: بلى يارسول الله، قال: الاشراك بالله وعقوق الوالدين) فالمسلم الحق يحرص على اسعاد والديه وإدخال السرور على قلبيهما وان وصلا الى سن الشيخوخة.. وعليه ان يقدم لهما المأكل الشهي والملبس النفيس ويوفر لهما المسكن المريح وغيرها من صور البر والاحسان بهما... كنت في احدى هذه الليالي المباركة من عشر ذي الحجة ماراً في السوق وتحديداً بعد صلاة المغرب، ثم عرجت لإحد محلات بيع الملابس لاشتري بدلة العيد وبينما كنت ابحث عن بدلة مناسبة فإذا بشاب يدخل نفس المحل ليقول للبائع : (اعطني ارخص بدلة في المحل)...!!! فعرض عليه البائع عدد من البدلات من المعاوز والفوط والشمزان... ثم اخذ البائع يريه الاسعار ....!! فكرر الشاب نفس الطلب بقوله: (اريد ارخص الثياب لديك)..! فأجابه البائع بإن الملابس هذه الايام ارتفعت اسعارها ولايوجد لدينا إلا ماعرضناه عليك..!! اتدرون لماذا يريد ذلك الشاب ارخص معوز.. وارخص شميز.. وارخص كشيدة..؟؟! انه يريدها (كسوة العيد) لوالده...!!! صراحة صدمت لذلك ولم اتوقع ان يصل الامر بشبابنا إلى هذا المستوى... اترضى ايها الابن لمن رباك وتعب لاجلك وعلمك لتصل لهذه المرحلة ان تختار له في مناسبة كهذه ارخص الملابس واردأها بينما انت تختار لك افضل واغلى الملابس...؟!! اتمنى ان نراجع علاقاتنا مع والدينا قبل فوات الأوآن.. وان نحرص اشد الحرص على اسعادهما لنسعد في الدارين. وعيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير.