واضح جداً ان هناك خلاف كبير بين الرئيس هادي ودولة التحالف وعلى رأسها السعودية .... مايؤكد ذلك هو القرار الذي اتخذه الرئيس هادي لمعالجة تدهور الوضع المعيشي للناس في البلاد من خلال زيادة مرتبات الموظفين ، وهذا بحد ذانة يعني إنهيار للعملة إلى أقصى درجات الإنهيار...فالزيادة في المرتبات تعني الزيادة في طباعة العملة ... والطباعة دون أي احتياطي بنكي تعني إلى الداهوفة .... كما أن إتخاذ قرار كهذا دليل واضح أن الرئيس هادي أراد أن يوصل رسالة للشعب مفادها "لا املك لكم أي حلول .... والحل الوحيد الذي بيدي هو إتخاذ هذا القرار .. الأمر الآخر هو أن الرئيس هادي متمسك بالحكومة، وتمسكة بها يوحي أن هناك أمر ما يخشى حدوثة في حال اقدم على إقالة الحكومة وإستبدالها بحكومة جديدة .. المختصر المفيد أننا أمام قضايا معقدة وأمام تجاذبات ومماحكات وخلافات لا أول لها ولا أخر وعلى كافة المستويات المحلية والاقليمية والدولية ... ومالم تتوقف الحرب فأننا سنذهب إلى ما هو اسوأ مما شهدته بعض البلدان المجاورة خلال الثلاثة العقود الماضية ... كنت أتمنى من الرئيس هادي أن يكون شجاعاً و يكرر الخطوة التي أقدم عليها في صنعاء عندما هدد بتقديم استقالتة إن اصر الحوثيين على إملاء شروطهم التي كانت تهدف إلى سلبة كل صلاحياته ، والإنفراد بالسلطة وتدمير البلاد، ولم يكتفي بالتهديد بل فعلها آنذاك وقدم إستقالته ... لذا كنت أتوقع أن يهدد الرئيس دول التحالف بتقديم استقالتة مالم يقدموا على انقاذ بلاده وشعبة من الضياع والإنهيار .. وأن يعلن ذلك للشعب وللعالم ... ولاشك بأنها خطوة إن فعلها الرئيس لعمري أنها كانت ستنقذ البلاد من الإنهيار ... بدلاً من إتخاذ هكذا خطوات لن تزيد الأوضاع إلا تأزماً ولن تسهم في إخرج البلاد إلى بر الامان .. كان الله في عون الشعب ... لم يتبقى له إلا الأمل بالله وحدة فقد جفت الإقلام ورفعت الصحف ...!!