منذ قيام مشروع الوحدة الفاشلة، وشعبنا في الجنوب مضطهد محروم من أبسط حقوقه المكفولة بموجب قانون البلاد. دمرت أرضه وقتل شبابه بموجب قتاوي دينية لعلماء الأهواء وأساطين النفوذ، ونهبت خيراته، وأقصي جيشه وموظفيه، وشرد أبناءه بين مشارق الأرض ومغاربها، ومورس بحقه أبشع الجرائم والانتهاكات الإنسانية. لم ولم نرى سوى الاضطهاد والحرمان والإقصاء من كافة قوى نظام صنعاء وأدواتها الجنوبية باختلاف توجهاتها. لا يمكن أن يصير حالنا ولا حال إخواننا أبناء الشعب الشمالي في ظل استمرار وحدة الفيد والسلب والنهب، وحدة القتل والتدمير وتصدير الإرهاب والتطرف، وحدة التنكيل والفساد وتأسيس إقطاعبات النظام العائلي التي أصبحت تعيدنا إلى زمن اللادولة، زمن استحواذ حفنة من قطاع الطرق وشذاذ الآفاق. شعب الشمال ارتضى على نفسه التسليم بالواقع والقبول بحكم أساطين النفوذ الزيدي الحاقدون الناقمون المشعلون للفتن والحروب. ستظل المنطقة ملتهبةونيرانها متقدة طالما بقي ذلك المشروع الفاشل الذي قضت عليه حرب اجتياح الجنوب عام 1994م، ثم لحقتها سلسلة من عمليات القتل والتدمير وتصدير الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان الجنوبي، حتى حلت حرب 2015م وما لحقها من ممارسات وسياسات غطرسة وتعالي وازدراء؛ لتجهز على آخر مسمار في نعش الوحدة وتبني سياجاً فاصلاً من العداء بين البلدين لن يزول إلا بزوال أسباب نشوءه. إذ حل في أحد جانبي ذلك السياج شعب تواق للحرية والعدالة والنظام المدني، وآخر استسلم وقبل بحكم الإقطاعيات المتعجرفة، وانتظر من قدوم الأول لتحريره حتى تنهك قواه فيهب عليه الفرقاء ظاهرياً المجمعون والمتفقون فعلياً على عداءه هبة رجلٌ واحد قيتاح لهم الإجهاز عليه، وإعادته إلى كنف الطاعة والتبعية كفرع من الأصل كما يروجون وبئس ما يظنون وما يظمرون. فجاهدوا وجالدوا وقاوموا يا أبناء الجنوب لاستعادة دولتكم ولتموتوا جوعاً فيها، ولا تستسلموا أو ترضوا بما دون ذلك، مما يحاول أعدائكم أن يفرضوه عليكم من خلال التجويع والتنكيل والإقصاء والحرمان. اصبروا وشدوا أزر بعضكم، فإنما هي فترة وتعدي إن حزمتم أمركم واستعدتم دولتكم، وإلا فستظل تلك الأداة سوطاً مسلطاً على رقابكم ورقاب أشقائكم في الشمال طالما استمرت وحدة الزيف والنهب والفساد واستمرت قوى النفوذ المتعجرفة عامدة بينكم يجمعكم بها نظام ودولة واحدة.