يا رب يا عالم الحال عقب الانتهاء من فقرة الدرس اليومي قبيل إقامة صلاة العشاء والتراويح في أمسيات جعار الرمضانية كانت المدينة تعيش لحظة فنية روحانية حين ينطلق صوت الحاج سليم الصبيحي حفظه الله ورعاه من خلال ميكروفونات مسجد جعار الكبير منشدا بهذه الأنشودة الصوفية ، وتتبعه الحناجر داخل المسجد وخارجها مرددة معه في انسجام وتجلٍ وحماس ... وقد بقيت هذه الأنشودة في ذاكرتي وذاكرة أبناء جعار كإحدى الإيقونات الرمضانية وكلما سمعتها عادت إلى روحي ووجداني أجواء رمضان ولياليه وجمع المصلين داخل المسجد ومستوعبات المياه الباردة الموضوعة في أركان المسجد وبجانب الأعمدة والناس الطيبون والصفاء الروحي المنبعث من الصدور مصحوبا بأصوات المنشدين . وقد استمرت هذه الصورة الوجدانية حتى جاء الشباب الجديد بفتاوى المنع والحظر والتربيط ثم استؤنفت قبل رمضانين تقريبا . والأنشودة هي للحبيب العلامة عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي، المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي. من أهل تريم ولد في (السبير) من تريم عام 1044 ه ، وتوفي في (الحاوي) عام 1132 ه ودفن بتريم . كان كفيفاً ، ذهب الجدري ببصره طفلا ً ، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي وأنشدها قبل سنوات : الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه رحمه الله يا رب يا عالِمَ الحال إليك وجّهت لآمال فامنِنْ علينا بلقْبال وكن لنا وأصلح الحال يا رب يا رب الأرباب عبدك فقيرك على الباب أتى وقد بتّ لَسْباب مستدركاً بعدما مال يا واسع الجود جودك الخير خيرك وعندك فوق الذي رام عبدك فادرك برحمتك بالحال أشكو إليك وأبكي من شؤم ظلمي وأفكي وسوء فعلي وتَرْكي وشهوة القيل والقال وحُب دنيا ذميمة من كل خيرٍ عقيمة فيها البلايا مقيمة وحشو آفات واشغال قد استعنتك ربّي على مداواة قلبي وحل عقدة كربي فانظر إلى الغم ينجال