تستمر الاشتباكات المسلحة في مديرية دار سعد والاحياء المحيطة بمدرسة احمد بن حنبل، واسفرت عن مقتل اربعة اشخاص. وعشرة جرحى من الجانبين والسبب قيام مسلح بقتل شخصين اثر خلاف على مائة ريال يمني (عشرون سنت، اقل من ربع واحد دولارامريكي) لتندلع بعدها مواجهات مسلحة عنيفة داخل مدينة عدن. وفي مديرية المنصورة اقدمت عصابة مسلحة في وضح النهار على اقتحام سوبر ماركة وقامت باشهار السلاح وتهدد العمال والسبب ان نوعية القات لم تكن جيدة ولم تحقق النشوة المطلوبة. هذا يحدث في مدينة عدن المسالمة ربما لم تشهدة حتى في ايام الاحتلال العفاشي الاول وايام بلطجة قوى الامن المركزي والقوات الخاصة. فقد تألمنا كثيرا ونحن نتابع هذه الواقعة على الحالة المتردية للانفلات الامني والمجتمعي والفوضى العارمة وانتشار العناصر المسلحة في المدينة وما تسببه تلك العناصر من ترويع للمواطنين.
وقبلها بايام لقي ضابط في قسم شرطة المنصورة ويدعى ماجد المشدلي مصرعه واصيب مسلحان اخران عند قيام قوة امنية بمهمة القبض على احد المطلوبين في حي المنصورة بلوك (37) على اثرها اندلعت الاشتباكات واطلق المسلحين الخارجين عن القانون النار على رجال الامن اودت بحياة رجل الامن الذي يسهر من اجل حماية المواطن والممتلكات.
هذه الحوادث وغيرها الكثير من الاشتباكات المسلحة في احياء الشيخ عثمان، والتواهي، وكريتر، والمعلا، تكشف حالة التردي التي تعيشها عدن وتمضي من السيئ الى الاسوأ. يتوجب علينا ايجاد حلول جذرية، فالوضع لايبدو ان هناك اختلاف في تشخيصه، اما علاجه مرهون بالحوار بين التحالف العربي والمجلس الانتقالي والشرعية، علهيم ان يجدو مقترح ايجابي يخرج العاصمة عدن من عنق الزجاجه الذي تقبع به منذ العام 2015م.
الكل يقر بان العاصمة عدن لم تتقدم سنتيمتر واحد الى الامام بل وحتى لم تحافظ على مكانتها السابقة، فهي تسجل تراجعاً مخيفاً لم تشهده طوال تاريخها، يحزنا كثيرا ان نرى عدن تخسر اننجازاتها التي تحققت منذ ايام بريطانيا في القرن الثامن عشر، فقد خرجت من حرب عام 94م متعبه، وخرجت من حرب 2015م مدمره، واليوم تعاني من الحصار والمؤامرة فترهلت مؤسسات الدولة العريقه وانتشر الفساد وعمت الفوضى.
فالاوضاع الصعبة التي تمر بها عدن والفوضى الامنية والسياسية ترسم صورة واضحة المعالم مفادها ان الجنوبيين في مأزق مصيري لا يسر عدو ولا صديق، ولا الحكومة قادرة على ايجاد حلول مناسبة لا للاوضاع الامنية ولا للمشكلات الخدمية والسياسية والسبب انها غير مؤهلة. وتستحوذ على حاجة الناس من خدمات وبترول ومواد غذائية عناصر فاسدة ومعروف تاريخهم السابق .
ولان القرار في عدن بيد الاخرين (التحالف العربي) والوضع الامني والسياسي متجه نحو نفق مظلم فان ابناء عدن والجنوب سيشعلوا النار ويضيئون النفق بعدها لن تكن هناك وصاية على الشعب ويصبح الشعب هو صاحب القرار. وياترى الى اين المفر والمستقر للمتسببين بتعذيبه .