كنت أنتوي ومنذ تولي طيب الذكر حبيبنا وشيخنا أبوعبدالله باهرمز هرم السلطة في لودر أن أكتب مقالاً أتجرد فيه تماماً من كل شيء وأسرد فيه واقع المدينة البائس ومن يقف خلف دمارها تدميراً ممنهجاً بربرياً همجياً متعمد.. ولكن شاء الله ولم تسعفن الظروف وحالت بيننا المشاغل والأعمال فتركت ذلك على أمل أن أكتبه يوماً، وفعلاً شاء الله تعالى أن ينبّش أخي وحبيبي الكاتب والمؤرخ والشاعر صالح الفقير البيضاني هذا الموضوع،وأن يضع تساؤلات في إحدى الجروبات يتسآءل فيها عن من يحارب لودر، ومن يدمرها، أو يسعى لتدميرها؟ وهي فعلاً تساؤلات شائكة تبحث عن إجابات شافية كافية مجردة من اي (رتوشات) أو معسول كلمات، أو مداهنة أو نفاق، ولابد أن تكون الإجابة صريحة صادقة بعيدا، عن لغة اللف والدوران والزيف والكذب والضحك على الذقون.. ولتعلم أخي وحبيبي صالح الفقير، وليعلم الجميع أيضاً أن خراب لودر منذ العام 2013م كان بدرجة أولى من أهلها وكل من يسكنون جنباتها، وكل من يتقلد أي منصب فيها أكان وزريراً أو سفيراً أو مديراً أو غفيراً، وحتى عامة الناس ممن يموجون بين شوارعها وأزقتها ومساكنها يتحملون جزء كبير من ذلك التدمير الممنهج إن لم يكن كله.. أتدرون لماذا..؟ لان كل شخص ينظر إلى الآخر وينتقده وينتقد تصرفاته وأعماله وسياسته دون أن يبدأ بتغيير ذاته ومحيطه كي يكون غدوة لغيره يتحتذى بها، لان التغيير يبدأ من الصفر ومن الشخص ذاته قبل أن يبدأ من الهرم ومراكز القرار التي لانرجوا منها خيراً البته طالما والبيئة مهيئة لها لان تمارس فسادها مع قطعان تسوقهم سوقاً.. كنا نمارس اللامبلاة والهمجية والعبثية في حياتنا وتصرفاتنا وننظر إلى مديريتنا وهي تنهار وتتساقط (كأعجاز) النخل، ونحن ننخر في جسدها وننتظر أن يأتي (المنقذ) من خلف المجهول وهو يحمل عصا (موسى) السحرية وينقذنا مما نحن فيه.. تركنا مديرتنا بين أكف القال والقيل ومجالس القات والتنظير، فطفحت مجاريها،وأستبيح أمانها، وأُحتلت مؤسساتها،وأنهارت بنيتها،وتشوه جمالها، ونُهبت خيراتها، ونحن ننظر إليهم بل ونبارك كل هذا وذاك، ونستعذب كل هذا العهر الذي يُمارس.. لودر لم يدمرها فقط من تتالى على كرسي القرار فيها، بل نحن جميعاً أشتركنا في هذا التدمير،ولم نبالي بشيء العابث من أبنائها، السارق من أبنائها،الفاسد من أبنائها،القاتل من أبنائها، من يزعزع أمنها من أبنائها، الفوضويون من أبنائها، ولم ننطق ببنت شفة أو نزجر تصرفاتهم أو ننهم عنها، فتطاول وتجبروا ووجدوا مرتعاً خصب لكل هذا.. ولو أننا وقفنا بحزم وصدق وقوة وصلابة ورجولة ملثما فعل السابقون أبان اللجان ورجالها لما تطاول أحد ولم تجرأ أي (دخيل) يعبث بها أو يأتي بشروره لينشرها في أروقتها وأزقتها ويعبث بمصالحها.. كان الأحرى بالجميع في لودر أن ينبذوا سياسة شق العصا والتمييز المناطقي الأرعن والتخوين، وأن يتركوا خلافاتهم جانباً، وأن يكون ولائهم في المقام الأول والأخير للمديرية ولصلاحها، لا أن (يصفقوا) لهذا ويبجلوا ذاك، ويمدحوا الآخر،وما أن يتغير (يميلون) ميلة واحدة مع الآخر، ولتذهب لودر وأهلها للجحيم.. لودر لن يغيرها أو يصلحها مدير أو وزيرا أو محافظ هي بحاجة لصحوة ضمير من أهلها جميعاً وإستشعارهم بالمسئولية ومبادرة الكل من أجل تغيير واقعها البائس دون الإلتفات للآخرين،مالم فلن يتغير حالها ولن يستقيم عودها ولن يتبدل وضعها حتى وأن أتاها رجلاً خارقاً من كوكب المريخ..