في نسختها السابعة عشر , تمكنت قطر أن تحرز كأس بطولة الأمم الأسيوية للمرة الأولى في مشوار مشاركاتها الأسيوية . في النهائي تغلبت قطر على منتخب اليابان بنتيجة ( 3 1 ) ، وقبلها هزمت منتخب الإمارات المضيف بنتيجة ( 4 1 ) . وخلال مشوارها هذا حققت قطر ما هو أعظم من كأس البطولة على أكثر من صعيد ومستوى . في طريقها للكأس هزمت قطرُ منتخبات أربع دول فازت بكأس هذه البطولة من قبل . لتؤكد قطر هنا جدارتها الرياضية وقوة إدارتها لشؤون البلاد عامة , برغم الحصار والمقاطعة بزعامة الإمارات الشقيقة . وكأنما تقول قطر للجميع أن دولة لم ينهكها الحصار رياضيا , فلم ولن يؤثر فيها سياسيا وشعبيا واقتصاديا مطلقا . في طريقها للكأس حققت قطر حب وتأييد الجماهير العربية والعالمية . وقد ظهر ذلك جليا في عدد من عواصم العالم , من خلال احتفالات الفرح ومشاعر الفخر بما حققته قطر المحاصرة . وجسد موقفُ أبناء عُمان حضوريا خير دليل على أن شعوب هذه الأمة مهما حاول السياسيون وأد مواقفها الوطنية وحل رباطها إلا أنها تنتهز الفرصة لتعلن للجميع أن موقف الدول سياسيا لا يمثل موقف الدول شعبيا . لقد كان موقف الشعوب عامة بمثابة بيان رفض دامغ لكل ممارسات الإقصاء والتهميش ضد دولة قطر الشقيقة . في طريقها للكأس حصدت قطر ثمرة ثبات مواقفها الوطنية والإنسانية ، ونالت بجدارة أجر صبرها على كل ضيم . هناك في ملعب محمد بن زايد وملعب الشيخ زايد ( رحمه الله ) مزقت قطر الخيوط العنكبوتية للحصار ، وحطمت الجدار الكرتوني للمقاطعة . هناك أثبتت قطر أن جدران الحصار مهما علت لم تحجز قلوبا عن حبها ودعمها ، وأن قيود المقاطعة مهما طغت لم تمنع عقولا عن تأييدها وتقديرها . وإن كل ما مارسته دول الحصار ضدها لن يكسر عزيمتها ولن يثني استقامة مواقفها . هناك أرادوا لقطر الفشل والذلة والخزي والحزن والضيق ، وأراد لها الله النصر والعزة والفخر والسعادة والفرج . وليت هذا يجعل دول الحصار تراجع مواقفها السياسية وتبادر بتصحيحها . في طريقها للكأس أكدت قطر أحقيتها وجدارتها باحتضان كأس العالم ( 2022 ) , فهي دولة تحقق النجاح وتصنع السلام على كل المستويات , برغم ما أراده لها الغير من الفشل والانهيار والاستسلام . هناك من قلب الإمارات وبهذا الانجاز الوطني المنشود ، وبكل هذا الحب الجماهيري من خارج الحدود ، وبكل هذا الفخر العربي بلا قيود , تحقق قطر رياضيا منجزا ومكسبا لم تحققه لها عشرات الجلسات من المفاوضات والجهود العربية والدولية سياسيا . لقد أتت رياضة قطر بما لا تشتهيه سياسة الإمارات , ومن يقف معها في وحل حصارها المخزي . أبو الحسنين محسن معيض