أربعة أعوام تقترب منذُ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015م..ولم يفهم البعض بل أقول الكثير..! ماذا يريد التحالف العربي من اليمن ومن الجنوب, وكيف يتعامل الجنوب مع ذلك الواقع بالنظر إلى من يقفون خلف التحالف من دول العالم وليس التحالف نفسه فقط..؟! المشكلة أو المشاكل.. أن هناك من يعرف تماما بتلك المفاهيم ولكنه لايريد البوح بها حتى في إطار ضيق لزملاء له في النضال والمواقف.. وفق دراسته للمشهد وليس علم الغيب الذي هو بيد الله. نحن أمام سنوات قادمة متوقعة تنتظر الجميع بنفس هذا الوضع الحالي السياسي, مع تحسن بسيط أو تدهور جديد في التجاذبات السياسية للجنوب واليمن بشكل عام..ولكن البعض لايريد الإفصاح عن تلك التوقعات المبنية على مايدور خلف الكواليس خشية أن يغضب الشارع عليه أو يشكك في وطنيته في زمن بات الصادق خائن كاذب... والكاذب وطني صادق..! أو لنقل البعض لايريد زرع الإحباط...وإذا كانت القضية عدم زرع الإحباط فشيًا طيب.. زرع الأمل ...غير أنه عندما يكون الأمل فيه مغالطات يكون كذبا على الشعوب وليس أمل.. كما كذب الذين كانوا من قبلنا على شعوبهم وتنصّلوا بعد ذلك عن مسؤولياتهم..! (الشارع الشعبي اداة فعل وتغيير وليس اداة قيادة وتدبير..هذه سمعتها ذات مرة من المهندس الفقيد جمال مطلق الله يرحمه..فاحفظتها بعقلي وليس بعاطفتي)لذلك أقول للجميع. علينا أن لانجعل كل شيئًا لما يراه الشارع, لأن ذلك يعني عدم الحاجة لقيادة تفكر وتخطط وتعمل على تحويل أمنيات الشارع المشروعة بما يناسب تحقيقها في الواقع.. ما يعرفه الجميع أنه حتى في الدين الحنيف, لا يمكن أن يخضع كل عمل من أعمالنا..لحكم الشارع الشعبي واجتهادنا الشخصي ورغباتنا الخاصة..بل تخضع لأهل العلم والمرجعيات القادرة على إصدار الفتوى وفق حكمها الشرعي بعيدا عن التطرف والغلو في الدين أو التفريط فيه. فدائما هناك فرق بين مايفكر به الشارع الشعبي وعامة الناس..ومايفترض أن يفكر به القادة وتفكّر به النخب الواعية المزودة بالعلم وبالتفكير العقلاني وليس العاطفي. فللعالم مصالح وللجيران مصالح وللداخل مصالح متصارعة مع بعضها في هذا الوطن (الجنوب واليمن) والذي اصبح ميدانا للصراعات...ومن يحسن من القادة والنخب التي تمتلك العقول ويحترمها من بيدهم القرار حسن قرآءة تلك المصالح وفرزها وتفكيكها, ويضع أولويات للعمل على قاعدة العاجل المهم ثم الذي يليه. فإنه بإذن الله تعالى سوف يستثمر السنوات القادمة بالخير الوفير لوطنه..وإذا لم يتغير التفكير والتدبير القيادي, فستستمر الأربع أو الخمس القادمة ونحن في نفس الهم الحالي..! فحفظوا هذا القول..لعله يكون ذكرى جميلة لنا عندكم إن كنا جميعا على قيد الحياة بإذن الله..