توفير الأمن وهدوء السكينة يعد من أهم متطلبات أي مجتمع في ظروفه الاعتيادية وهي مهمة رئيسية تضطلع بها أجهزة متخصصة ومتشعبة وفق مهام محددة لكل جهاز وتنطوي تحت راية وزارة الداخلية وفروعها في المحافظات وقد يتطلب في ظرف استثنائي تدخل من القوات المسلحة و الجيش لمساندة الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن والسكينة العامة للمجتمع وهذا تعاون استراتيجي تحكمه أنظمة وقوانين محددة هذا في المفهوم العام لأية محافظة أو منطقة معينة.. الهدف الأساسي له خلق جو آمن للمواطن لتسير أمور حياته بشكل انسيابي و طبيعي، أمافي ظروف كالتي تمربها بلادنا اعتقد باتت المهام أكثر تداخلًا وتشابكًا بين الأجهزة الأمنية والجيش وفروعهما، بحيث أصبح المواطن لايميِّز بين النقاط العسكرية والأمنية في تبعيتها ومهامها والعمل المناط فيها . وفي حالة كالتي يعيشها وادي حضرموت ومع تعدد التواجد العسكري والأمني وكثافة هذا التواجد في ظل بروز العديد من الظواهر السلبية الدخيلة علينا في وادي حضرموت كحالات القتل المتعمد وسرقة الممتلكات وبصورة شبه يومية جعل الناس في ذهول من أمرهم مستغربين ومتسائلين عمّا يحدث ومن المتسبب فيه!!! وماهو الدور الذي ينبغي أن تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية بالوادي للحد بل القضاء التام على هذه الظواهر. إننا نعلم والجميع كذلك إن هنالك جهوداً حثيثةً وتضحيات جسام تقدمها تلك الأجهزة الأمنية والعسكرية وهو شيء ملموس لايمكن لأحد إجحاده أو نكرانه وإن كان سيظل ناقصاً عديم الجدوى مع كل عملية مخلة بأمن المواطن، سواء قتل أو نهب أو أي شيء يعكر الصفو العام لأمن المواطن الذي لاينشد غير أمنه وأمانه. إن تكرار الحوادث الأمنية والدماء التي تسفك بشكل يومي ومن جهات مجهولة في معظم الحالات وضع الأجهزة الأمنية والعسكرية حديثَ الشارع العام ومتنفساً يتغنَّى به الجميع، في معظم مواقع التواصل؛ بل أصبح موضوعاً يزايد عليه الكثير من الساسة في كل محفل محلي بخطابات رنانة،لاتهدف إلى تحقيق أمن وأمان المواطن، بل متنفس لعل وعسى أن يحققوا بعضاً من أهدافهم السياسية، مستغلين الوضع غير الصحي الذي يعيشهُ وادي حضرموت بالذات في جانبه الأمني، وهنا عليهم أن يدركوا جيدًا إنه إذا كان إحلال قوات النخبة الحضرمية لحفظ الأمن في الوادي هو هدف سياسي،في نظر البعض منهم فهو يعدُّ مطلباً أساسياً و شعبياً، لأبناء حضرموت الوادي ،في أن تناط مهام حفظ الأمن في الوادي والصحراء لقوات النخبة الحضرمية، دون غيرهم وأُكرر دون غيرهم وهو حق كفلته لهم معظم النظم والمرجعيات التي تسيِّر شؤون البلاد في المرحلة الحالية وهي رسالة للرئاسة والحكومة والأشقاء في قيادة التحالف العربي، إن أمننا لن يتحقق إلا بأيادي أبنائنا، كما إنها رسالة لمن أراد أن يزايد على أمننا ليصنف قوات نظامية أتت، وفق مرجعيات رسمية وقرارات رئاسية وفق هواه!!! إن الحكم سيكون شاملاً على كل الدخيلين ،فلن نقبل استبدال السكر بالدقيق، إذا كانت هذه أحلام بعض القوى،فالوادي ملك أبنائه وهم وحدهم من سيتحمل مسؤوليات أمنهُ وأمانه وتحقيق أمنيات وتطلعات مواطنيه.