ظاهرة غريبة و عجيبة ما نراه من تسابق محموم و تنافس مذموم من كبار رجال الدولة و من يقف منهم موقف الضد من القيادات الأخرى في مدح و إطراء و تعظيم و تمجيد عاصفة الحزم(التي حزمت أغراضها و غادرت الهدف التي زعمت أنها أتت من أجله)و كأنهم مأمورون بذلك تصريحا أو تلميحا دون التعريج و لو بصورة خاطفة عن اعوجاج نهج هذه العاصفة؟! فالكل مادحون مسبحون مهللون و في ذلك فليتساقط المتساقطون! فكأنهم عبيد في سوق نخاسة يريد كل عبد منهم أن يظهر للسيد المشتري مدى الطاعة حد الوضاعة؟! و كأن دول الخليج بادرت إلى هذه العاصفة رحمة و شفقة متغافلين أنهم الرابحون في هذه الصفقة فهي حرب لأجل عروشهم و(كروشهم)و أمانهم و أمنهم و في غير أرضهم و وطنهم،بل يبارزون خصما لدودا يهددهم وجودا لا حدودا بعيدا عن بلادهم و بل و بعدد محدود من رجالهم و ببعض مالهم و فوق البيعة ربحوا بلدا كاملا شاملا يعج بالخيرات و الثروات التي يأملون إما التحكم فيها أو تعطيلها بما يخدم مصالحهم و يؤمن اقتصادهم بمنتهى السفور و الفجور و ذلك أمر بين للجمهور و تفصيله لا تحتمله هذه السطور. القوم لم يأتوا محاربين المد الرافضي كما يزعم المغفلون و المتغافلون و المتهالكون على الدرهم و الدينار و القصور و العقار فالرافضة في بلاد القوم معززون مكرمون آمنون مطمئنون و أعلى المناصب يتبوءون و من كبار القوم يستقبلون و يعظمون و يكرمون و عن أخوِّتهم في الوطن يتحدثون فعن أي مد رافضي يتحدثون أفلا تعقلون؟! بل تجارتهم و علاقتهم مع دولة الرفض قائمة على قدم و ساق بكل أريحية و اتساق و في كل المجالات و الآفاق ثم تأتيك بالزيف أرخص الأبواق! و كيف لعاقل سوي أن يحارب مدا رافضيا في دار جاره و يعجز عنه في أرضه و داره؟! و كم ذا بيمن من المضحكات**و لكنه ضحك كالبكا و بعيدا عن الشباب و الرجال الصادقين المخلصين الذي يحاربون عن عقيدة صافية و منهم من ترك لأجل هذه الحرب حياة ضافية فإن الحرب في حقيقتها حرب عروش وقروش و(كروش)ليس فيها لأهل الحق ناقة و لا جمل و سيتخلصون منهم بعد أن تضع الحرب أوزارها بين قتيل و أسير و شريد و التهم جاهزة مفصلة ترسلك إلى أقرب مقصلة و التاريخ يعيد نفسه و السعيد من اتعظ بغيره و الشقي من اتعظ بنفسه فاللهم اجعلنا من السعداء و لا تجعلنا من الأشقياء. فكفوا أيها المتملقون المتهالكون عن التزلف و الملق و الهلع و القلق فالخير و الشر بيد من خلق و فلق و كونوا رجالا ترفعون الهامة و في الناس ظاهرين كشامة و إلا فبطن الأرض خير لكم من ظهرها فستلعنكم الأجيال لشدة قهرها مع نفاد صبرها. و قطعا على كل موسوس و رخو متوجس أقول أنا و كل شريف جيبه و كفه نظيف مع أي حلف بشروط و قيود و قواعد و بنود ليس فيها تجاوز للحدود بل و تهديد للوجود فمثل هكذا حلف حياه و بياه و الكل يساهم في بناه. أما حلف الاستعداء و الاستعلاء و الاستقواء و الإقصاء فلن يفلح أبد الدهر و لو أمعن في البطش و التنكيل و القهر فإن الحق منصور و الباطل مدحور. فماذا عن المد الرافضي و التمدد الفارسي؟ لا شك أن جهاده مفروض و التقاعس عنه مرفوض و التقليل من خطره ملفوظ و حقنا في دفعه محفوظ و ليس عن هذا كان المقال لمن كان له من العقل و البصيرة ذرة مثقال. و خلاصة الكلام التي تجف عنده الأقلام و لا يلحق صاحبه ملام هي(لا نرضى أن نكون أذنابا لإيران و نأبى أن نكون عبيدا لرعاة البعران بل أسياد في يمن الحكمة و الإيمان و إلا فإنه الطوفان الذي يجعل المعتدين في خبر كان و لتعلمن نبأه بعد حين. تنويه و تنبيه و تذكير للنبيه: أكتب أسطاري من بنات أفكاري في عقر داري لا أداهن و لا أداري متوكلا على الباري لست في كنانة أحد و موسى الله من موساهم أحدّ و الحافظ الله الأحد.