كان المواطن سعيد والذي يبلغ من العمر 52 عاما من محافظة أبين والذي يعمل على عربة لبيع الخضار في خضم معركة حياته التي احتدمت فيها الأحداث أبان حرب الحوثي الأخيرة , فمع نزوح العديد من السكان عن المحافظة وتدمر منازلهم وانقطاع المرتبات وهروب الحكومة وتدهور الخدمات الأساسية وضعف مبيعاته و عدم قدرته على سداد ايجار منزله واطعام أولاده , كان همه الوحيد وهو استتباب الأمن , فليس هناك نعمة بعد الإسلام كنعمة الأمن والأمان , في حينه كان العديد من مواطني محافظة أبين ومن مختلف القطاعات والشرائح يشاركونه نفس الهموم و ذات المشاعر .... واليوم تشهد محافظة أبين نقلة نوعية في الاستقرار الأمني وذلك للجهود الكبيرة التي تقوم بها مختلف الأجهزة الأمنية التي أثبتت جدارتها وتناغمها وانسجامها في العمل جنبا إلى جنب فيما يصب في صالح المواطن الأبيني . فمع وجود هذا العامل الأبرز لجلب الاستثمارات وفتح المشاريع وجذب المنظمات الإ أننا وبعد سنوات من الاستقرار الأمني لم نصل إلى المستوى المنشود لتحريك عجلة الاستثمار في المحافظة رغم الجهود التي تقودها السلطات المحلية , ومن جانب أخر نرى تدخلات خجولة للمنظمات الدولية , وحتى وظائف هذه الجهات ومناقصاتها ومشاريعها عن أبين تكاد تكون معدومة أو محصورة على فئة معينة عدا الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وليس له أثر أو استدامة إلا ما ندر . ليس هذا فقط ما يعانيه المواطن الأبيني اليوم فتدهور خدمات الكهرباء في بعض المدن مثل زنجبار و جعار وانقطاعها نهائيا عن مدن مثل أحور لأكثر من 4 أشهر, رغم المنح السعودية المالية ومنح الديزل ودعم دولة الإمارات المتمثل ب 8 ميجاوات هدية للمحافظة ذلك وبالإضافة إلى جهود الأخ المحافظ وإحضاره ل 13 ميجاوات كطاقة مشتراه متمثلة بشركة العليان , ولكن مازال المواطن الأبيني يعاني من ويلات الإنقطاعات وتعطل حياته اليومية ومصالحه التجارية وتجرعه الخسائر المادية والمعنوية الكبيرة , ولا يبدؤا أن هنالك انفراجة قريبة تلوح في الأفق . ومن القضايا التي لابد ذكرها عند الحديث عن تردي الخدمات ألا وهي تردي الخدمات الصحية في هيئة مستشفى الرازي العام م / أبين رغم الإمكانيات الكبيرة والموازنة الضخمة التي تقدر بأكثر من 70 مليون شهريا والدعم اللامحدود من المنظمات الدولية والمحلية والصناديق الحكومية إلا أن قدرة الهيئة التي كانت تستوعب 200 مريض أصبحت اليوم لا تستطيع استقبال 40 مريضا وسط سخط شعبي كبير في الشارع الأبيني المنهك بالفقر وتردي الخدمات والذي لا يستطيع تحمل نفقاته العلاج في المستشفيات الخاصة . وفي الآونة الأخرة برزت مشاكل عديدة مثل انعدام مادة غاز الطبخ المنزلي وبروز الطوابير أمام المحلات وتوجه البعض إلى الحلول البديلة ومنها الحطب الذي لوحظ ارتفاع سعره مؤخرا ومن الأمور الجدير ذكرها أيضا الارتفاعات الغير مبررة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والوقود في ظل نزول الأسعار في عدن المجاورة و انخفاض سعر صرف العملات مقابل الريال . إن مطالب المواطن الأبيني ليست مستحيلة وأحلامه ليست كبيرة بل بالعكس بسيطة تتخلص مجملها ليس في بناء أو إعادة تأهيل مرافق الدولة بقدر ما يريد أن يرى من تفعيل عمل المرافق الحيوية الملامسة لمتطلباته اليومية والسعي إلى استقرار خدمات أساسية كالكهرباء والماء , والغرف التجارية والتجارة والصناعة والأشغال العامة و إدارات المديريات وتفعيل الرقابة الصارمة على المتلاعبين في أسعار الغذاء والدواء والوقود وغاز الطبخ المنزلي وبسط هيبة الدولة والشعور بتوادها معه وحوله وليس ضده , و استشعار مبدأ "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " , فالصيف هو مقياس جودة المسئول فالمسئولية تكليف وليست تشريف كما يظن البعض .