إن المحافظة التي تربط بين شرايين حياة المحافظات الجنوبية والتي كانت تسمى بالسلة الغذائية لخصوبة أراضيها وعذوبة مياهها , المحافظة الساحلية التي تمتد خيرات شواطئها لمئات الكيلومترات والتي تتميز بوجود ترسانة من التجار و الكوادر والعلماء والقيادات والساسة وصناع القرار , إلا أن كل هذه العوامل – كزبد البحر - لم تساعد على انتشال وضع الشباب المتراجع في المحافظة . لقد عققت ولدك قبل أن يعقك ! لقد أهمل المجتمع في أبين قضايا وهموم الشباب وغيب أدوراهم وحارب ناشطيهم وحرم متعلميهم من التوظيف وشرد مثقفيهم , وأصبح اليوم الشباب يشكون جفاء المجتمع تجاههم , فلا رقابة من الأسرة ولا اهتمام في المدرسة ولا موعظة حسنة على منبر ولا رفقاء يأخذون بأيديه إلى بر الأمان , سلطات غائبة وجمعيات ومؤسسات عائلية ومشاريع وهمية , إلا ما رحم ربك , فالمجتمع عبارة عن سلسة من القيم إذا انفكت منه عقدة تداعى المجتمع ككل , وهو كأسنان المشط يشدو بعضه بعضا . وبسبب انعدام الفرص والإهمال يعيش معظم شباب محافظة أبين حياة قاسية ويضطرون عن البحث عن حياة كريمة لهم ولأسرهم ولا يساعدهم في طريق معاناتهم والكفاح غير توكلهم على الله وحسن الظن , فلا مسئول مشفق ولا تاجر محب ! , شباب لديهم طاقات وإبداعات لم تستغل ولم توظف ولا يتم إظهارها بل يتم وأدها في مهدها . ومن هذا المنبر فأننا ندعو كل من يهمه الأمر القيام بواجباتهم و الاهتمام بالشباب في محافظة أبين بخلق فرص العمل لهم والعمل الجاد مع الشباب والرياضة وتفعيل الأنشطة اللاصفية في المدارس والجامعات ومحاربة الظواهر الخبيثة التي تهلكهم وتفسدهم وتخصيص المساحات لهم وتوجيه المنظمات والداعمين لتأهيليهم وتدريبهم وتطوريهم وشغل أوقاتهم فيما يفيد و فيما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع والصالح العام , فلا بد للشباب المؤهل من حمل راية الجيل القادم , فالشباب هم عماد الأمم وهم ركائز المجتمع ... فعليهم يبكي الهدى وشعائر الإيمان .