الكثير من الشخصيات الوطنية تتعرض للإقصاء والتهميش من الوظيفة العامة بل يصل الأمر إلى الفصل.. هذه السياسة تم تطبيقها منذ عقود من الزمن لكي يتم الاستفراد بالقرار والمال وكذلك لخلق بيئة مناسبة للفساد ونهب المال العام فالوطنيون لا يقبلون بمثل هكذا وضع.. لكن ليست هنا المشكلة بل أن وجود هوامير الفساد و المصالح قد يتفقون وينجحون في إبعاد ذلك الموظف أو ذاك الذي يرفض سياستهم وأمام صمت مريب من الجميع .. وأصبح تطبيق نظرية فصل وتهميش الرجل الوطني متعامل بها وصارت موضة العصر.. كل تلك الممارسات التي ينتهجها أصحاب المصالح وهوامير الفساد ليست إلا خيانة للأمانة و للثقة التي منحها فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي حفظه الله والحكومة برئاسة الدكتور معين عبدالملك اللذين يسعيان لإستعادة بنية مؤسسات الدولة و التخلص من أخطاء السابقين.. النقد البناء بهدف إصلاح الاعوجاج يجب أن يكون حاضرا لا بهدف المناكفات لكن ما يتم اليوم هو استبعاد للكوادر الوطنية وهناك الكثير من النماذج الحية التي تعرضت للتهميش والإبعاد دون حياء أو خجل..فعلى سبيل المثال في احدى الوزارات يتم رفض كل الكوادر المدربة والمؤهلة و ذوي الخبرة واستقطاب موظفين جدد.. لماذا كل هذا ؟ ما حصل ايضا لبعض الموظفين في السلك الدبلوماسي حيث يتم فصل تلك الكوادر واستبدالها بموظفين جدد.. لماذا كل هذا؟ أليس الأحرى أننا في حالة حرب وعلينا أن نقدم نموذجا جيدا للشرعية و صورة جميلة تعكس أهداف مشروع الدولة الاتحادية الجديدة.. أنا على يقين أن فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء يدركون هشاشة ما يقدمه بعض المسؤولين الذي يعلمون بلا مسؤولية وضمير لكن ذلك لايعني أنهما يقبلان بوضع كهذا بل أن صبرهما قد ينفذ في لحظة ما فالصبر حدود ..
مسؤولية بناء الدولة وإعادة مؤسساتها بشكلها الجديد وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع و فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء لا يمتلكون عصى سحرية بل أن الوقوف إلى جابنهم قد يحقق كل ما نصبو إليه ويحقق أيضا تطلعات شعبنا اليمني المناضل الذي يحلم بدولة العدالة والمساواة ويرفض سياسة التهميش والإقصاء والإبعاد..
ياسر هادي مدير عام التأهيل والتدريب في وزارة الإعلام