أعزائي القراء الاكارم ضمن سلسلة نجوم في سماء الجنوب المحتل تجدوني في هذه الاسطر المتواضعة احدثكم عن نجم عربي جنوبي كبير وعظيم قد لا اعطه حقه في عجالة كهذه.. هو: احمد فضل بن علي بن محسن بن فضل بن محسن بن فضل بن علي العبدلي.. يكنى بالقمندان.. وهي رتبة قائد الجيش اللحجي. ولد في عام 1883م في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج.. ترعرع وكبر فيها فكبرت الحوطة به وأصبحت بفضله عاصمة الفن والثقافة...وهو من أسرة سلاطين لحج العريقة والتي كان أبوه قد تربع على عرشها لفترة من الزمن. غير ان نجمنا هذا تفرد عن بقية افراد الأسرة العبدلية التي أنجبت كثير من الرجال العظماء انه لم يسع الى الحكم وانما سلك طريق العلم والمعرفة فأصبح شاعر سلطنة لحج الاول ومؤرخها الوحيد. بل المؤرخ الأول للجنوب المحتل. فقد اصدر كتابه الشهير في عام 1932م بعنوان (هدية الزمن في إخبار ملوك لحجوعدن). وهو أول كتاب يطبعه شخص جنوبي.. وتوفى في عام 1943م.. اي بعد عمر دام 60 سنة. وعندما اقول انه المؤرخ الاول للجنوب المحتل لم استنتج ذلك برغبة شخصية مني وانما من تجارب حياتي الخاصة.. ففي عام 1983م كان احد المترجمين الروس في عدن واسمه (فلنتين) يعمل في الترجمة ويحضر شهادة الدكتوراه في تاريخ الجنوب فطلب مني المساعدة وكنت حينها شابا محدود المدارك.. فحاولت ادله على مراجع اخرى ولكنه كان يصر على الاستناد الى كتاب نجمنا اليوم واخبرني انه افضل كتاب عن تاريخ شعبنا فقرأت ذلك الكتاب عدة مرات ولم استوعبه بالشكل المطلوب.. ومع توسع مداركي واهتماماتي بالتاريخ وجدت ان ما قاله الباحث الروسي صحيحا. بل استنتجت ان العبدلي لم يدون الكثير من مراحل تاريخ شعبنا فقط وانما هو اول من دافع عن ذلك التاريخ ببعد نظر كبير.. فأخذت منه الكثير من المعلومات الهامة في أحد مؤلفاتي. لم يترك العبدلي هذا الكتاب التاريخي فقط. وانما ترك ارث شعري غنائي عظيم هو بمثابة نهر يتدفق حتى اليوم ونهل منه عديد من الشعراء والفنانين اللحجين بشكل خاص والعرب الجنوبيين بشكل عام.. فمن مدرسته نبغ عدة فنانين امثال: فضل محمد اللحجي وحسن عطاء واحمد يوسف الزبيدي وفيصل علوي وسعودي أحمد صالح وعبود خواجه وغيرهم مئات من الهامات الفنية. اعتذر منك ايها المبدع العبدلي باسم شعبك العظيم لان القيادات التي ظهرت في هذا الوطن كانت غبية ولم تعطك حقك من الإنصاف وحتما سيأتي ذات يوم قريب شبل من أشبال وطنك او زهرة من زهراته وتعطيك حقك من التكريم فانت رمز الثقافة الوطنية الجنوبية. رحمك الله سيدي الكاتب والشاعر العظيم أحمد فضل العبدلي.. كنت وستظل نجما ساطعا في سماء وطنك الى ما شاء الله.. وانت بالنسبة لي نابغة عصرك وأستاذي الذي تعلمت منه مع اني لم أره وجها لوجه. بمناسبة شهر رمضان الكريم اسأل العلي العظيم ان ينجي الابطال الذين يدافعون عن الضالع وعن الجنوب كما نجى ادريس من بطن الحوت ونجى موسى وهو في التابوت ونجي محمد بنسيج العنكبوت والصلاة والسلام عليه وعلى وآله وصحبه ونحن معهم بحوله وقوته.. آمين.