الشعب مطحون مسحوق مداس ممحوق منبوذ مدحوق(إلا كل مطبل و بوق) بين كماشتي فريقين لا يرعون فيه إلا و لا ذمة و لأجل بطونهم و جيوبهم شدوا الهمة و جعلوا الأوضاع مدلهمة و هذه لهم مهمة استعانوا فيها بكل ساقط و رمة بلحية و عمة أو ببدلة فيها حمة! فأما الأول ففريق في الضعف غريق ليس له بريق قد نشف من حلوقنا الريق و تاه و ضل الطريق و جعل البلد في حريق. و أما الآخر ففريق في الكذب عريق و من أحلامه لا يفيق و يجيد التشبع و التلفيق و تزاوج مع الفقمة و هو بطريق و النقد لا يطيق و النكال لمن خالفة يذيق و سيذوقون ماذاق لذريق. الأول يضعف عن الاستقرار و يعجز عن قرار و ترك الحبل على الجرار. و الآخر يجيد الشعار و لا يملك القرار و عبَّد نفسه للجار. و الشعب بينهم محتار و العاقل ليس من أحدهما بمختار حتى يفرج عنه الملك الجبار و الواحد القهار. و كل الوعاة لا يغفلون الرعاة الذين يحركون أدواتهم في الفريقين لصنع المأساة و الملهاة. روح النص: أصنام الفريق الأول و أوثان الفريق الثاني و حملة مباخر الفريقين أفسدوا البلاد و ظلموا العباد و جعلوا الوضع في انسداد و حادوا عن السداد و جعلوا في كل بيت شبه حداد.