- عندما اشاهد الكثير من التعليقات بصفحة الاخ "علي البخيتي" وما يتعرض له من اساءه وشخصنة الأمور والتدخل في شؤونه الشخصية والعائلية ، وليس التعرض بحجة السياسة ، ماهو إلا السقوط الأخلاقي بعينه للآسف الشديد ، وتسفون التبرير وراء التبرير بشكل مقيت ، مرة بقولكم إنه حوثي ، ومرة لأن الشخص علماني .. ومرة انه ملحد ومرة انه أمريكي والكثير من التوصيف البذيء الذي ينم عن حقد لنجاح حققه ، واتخذتم من العادات والتقاليد ، ولصوصية المجتمع وفساد وسلالية وطائفية أفراد لمهاجمته - ليس كل من طالب بالإصلاح السياسي والإجتماعي شخصاً فاسداً ، وليس من طالب بالحريات العامة متحللاً من دينه ، وليس كل من رفض ولاية الفقيه ، وحصانة علماء الدين ملحداً ، وليس كل من جهر بصوت الحق المعارض للقبيلة وسدنة الدين متنصلاً عن أصله وفصله ويمنيته ووطنيته وعروبته وإسلاميته!
- فارجوا أن تراجعوا مفاهيمكم ونظرتكم للآخر الحر ، المناضل الفكري السلمي ، فالإختلاف الفكري لا يفسد المواطنة الصالحة قضية! ولستم يامن تدعون الإسلامية والوطنية بأحرص منهم على الإسلام والوطن الذي أضعتموه بإسم الدين! وولاية الفقيه تدبروا قول الله تعالى : "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس!"، وقوله تعالى : "أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم!".
- هذة دلائل على أن الإسلام في اليمن قد جمد ونحي ، وحل محله إسلام البشر ، لا إسلام رب البشر ، نوعان من الإسلام صنعتموها بأيديكم : إسلام خشبي جامد غير مرن ، ولا قابل للتكيف مع الظروف والمتغيرات ، وتريدون أن تسوقوا الناس إليه سوق الإبل ، أساسه العيب والعرف والعادات ، وأدلته نصوص الحديث الملوية ، والتفسيرات العوجاء والغير منطقية لها وللآيات ، وتنزيلها محل الهوى ، وإدارتها مع الهوى حيث دار ، مناطها التشدد ، والتنطع المذموم ، والقشور الزائفة التي تخفي ورائها أحكام جائرة ، وآخر إسلام بلاستيكي مطاطي إلى حد كبير ليتلائم مع متغيرات ومتطلبات أهوائكم وفساد قلوبكم متى شئتم ، تقولون هذا حلال وهذا حرام ، فالحلال صار ما يوافق هوى "مشايخ الاصلاح"، والحرام ما خالفه : "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله .. إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون!".
- وعن أي إيمان في اليمن نتحدث ، وأي حكمة؟؟؟ أهو إيمان المتسلفين ، أم إيمان المتأخونين ، أم هو إيمان المتحوثين أم المتدعششين ؟؟؟؟ أنتحدث عن إيمان الوادعية ، والجامية ، أم الربيعية المدخلية؟ هل نتحدث عن الزيدية الطائفية السلالية ، أنتحدث عن إسلام سلفيي السواك ، والثوب القصير أم عن سلفيي السلاح والدم والذبح والاقتتال؟؟ام عن ولاية سيد الكهف وعن أي حكمة نتكلم؟ عن آكل مال اليتيم ، أم عن ضياع الأمانة ، وقول الزور وشهادة الزور والحلف والحنث باليمين ؟ واتفاق السلام .. نتكلم عن ظلم المرأة وأكل حقوقها ، أم عن بيع القاصرة في زواجة بائرة سافرة؟ نتكلم عن الحكمة في أكل أموال الناس بالباطل حيهم وميتهم ، أم عن الحكمة في السطو على أراضيهم وبيوتهم ؟؟ أم عن السرقة والفساد والنهب ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟
- كل ذلك يحدث تارة باسم الدين ، وتارة باسم النبي وآل بيته ، وتارة بالهاشمية الصفوية ، وتارة أخرى بالقوة والعنجهية؟ أنتكلم عن مشايخ السلطة الدينية ، أم مشايخ النهب والقبيلة؟ انتكلم عن الظلم ونهب الحقوق ، وإراقة الدماء ، والتلذذ بقتل الأبرياء كل ذلك من الحكمة اليمانية! نتحدث عن الحروب ، وتفتيت الدولة والمجتمع ... أم نتحدث عن العمالة والخيانة الوطنية .. للشعب المكلوم ، فما علي البخيتي الى صاحب رؤية ثاقبة ومراقب سياسي متمكن ، وربما يحب انتمائة لوطنة أكثر من المتشدقين والذين هم تابعين ويسوقون لافكار قد أكل عليها الدهر وشرب.
فتحية للبخيتي .. ولكل من يريد لليمن التطور وبناء جيل متسلح بالعلم للنهوض بالوطن.