''النظافة من اﻹيمان'' عبارة يرددها الجميع ويحفظها الصغير قبل الكبير عن ظهر قلب..عبارة تجدها مكتوبة بخط وأضح في كل مكان مع ذلك لا نراها حقيقة ماثلة أمامنا على أرض الواقع!! يقاس تطور الشعوب وتحضرها إلى مستوى النظافة فيها، حيث أصبحت النظافة سمة متأصلة ومغروسة في سلوك وتصرفات الفرد في المجتمعات الراقية والمتحضرة!! إن غياب النظافة في اليمن من المشاكل المزمنة واﻷزلية التي لم تجد لها حكومتنا الموقرة وحتى اﻵن أي حلول تذكر ..النظافة أصبحت حالها كحال الكهرباء حيث باتت لغز مبهم لم نستطيع حله أو فك شيفرته.. إنعدام النظافة باتت ظاهرة منتشرة في ربوع اليمن وهذا طبعا ليس بغريب ﻷن الحكومات المتعاقبة وصولا للحكومة الحالية تعتبر النظافة رجس من عمل الشيطان لذلك لم تكن من اﻷولويات الهامة في يوما ما وليست ضمن خططها، حيث نجد كل وزير في الحكومة يسابق الزمن في البحث عن تأمين مستقبله ومستقبل أولاده واﻷحفاد!! إن عدم إهتمام الحكومة بملف النظافة هي مرآة تعكس الحقيقة وتحاكي الواقع المزري بدون إضافة أي رتوش، فلقد ظلت اليمن وماتزال حتى اﻵن تفتقر لحكومة نظيفة ونزيهة تدير البلاد بصورة محترمه. ولكن فاقد الشيء لا يعطية!! إن النظافة مسؤولية الجميع،النظافة ياسادة ياكرام هي أفعال وليست أقوال وشعارات فضفاضة!! لقد بات المواطن بحاجة إلى المزيد من التوعيه لمعنى النظافة وهذه المسؤولية تقع على عاتق خطباء المساجد الذين عليهم إستغلال منابر المساجد خلال خطبة الجمعة أو أثناء محاضراتهم اليومية ﻹرشاد المصلين بأن النظافة واجب ديني وأيضا سلوك حضاري!! كذلك على مدراء المدارس تخصيص خمس دقائق أثناء الطابور المدرسي لتوعيه الطلاب وحثهم على النظافة ﻷنها تحميهم من اﻷمراض كما لا ننسى الدور المهم والجوهري للأسرة في غرس القيم النبيلة في أبنائهم ومنها وجوب اﻹهتمام بالنظافة فمثلما يحافظ الفرد على نظافة بدنه وملبسه وحرصه الشديد على نظافة منزله فهو ملزم كذلك أن يكون أشد حرصا على نظافة الشارع كذلك!! كنت أتمنى من اﻷخوة القائمين على مشروع النقد مقابل العمل في أبين بأن يتم تخصص جزء من المبالغ التي ذهبت برمشة عين وذلك بشراء اﻷكياس السوداء المخصصة للقمامة وتوزيعها على بعض المواطنين كمرحلة أولى وذلك لترسيخ هذا الفعل الحضاري لدى المواطن والذي من شأنه أن يسهل كثيرا من عمل وجهد عمال النظافة عندما يجدون القمامة في أكياس ومربوطة بإحكام حتى لا تتنأثر وأجزم بعد ذلك أن المواطن سيتحمس لهذه الفكرة وسيعتاد على فعل ذلك بمنتهى الحرص واﻹهتمام!! يجب على المسؤولين عن النظافة البحث عن حلول جذرية ﻹنهاء مشكلة تراكم القمامة وتكدسها في الشوارع وإلى اﻷبد من خلال توفير الحاويات المخصصة لرمي القمامة وتوزيعها في الشوارع والحارات كما يجب عليهم إلزام أصحاب المطاعم والمشارب وبائعوا السمك بعدم رمي مخلفاتهم في الشارع بل يتم تحديد مقلب خاص يكون خارج المدينة بسبب الروائح الكريهة والنتنة المنبعثة من تلك المخلفات.. إن الحملات الدورية للنظافة عمل ممتاز ورائع ولكن ليست هي الحل فاليوم تقام حملة النظافة وغدا ستعود القمامة لتتكدس مجددا. أخيرا.... إن إصرار المسؤولين والقائمين على النظافة في عموم اليمن من خلال التمسك بخيار واحد وهو اﻹعتماد فقط على حملات النظافة والتي تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وجهد أكبر من دون إيجاد الحلول المناسبة للقضاء النهائي عن تلك المشكلة هي كمن يحرث في البحر!!