يعيش الجنوب هذه الايام حالة غير مسبوقة من الصراع البيني الذي استحكمت حلقاته وعجز الجميع عن إيجاد مخرجاً ما لحالة التشظي والإنقسام "الجنوبي - الجنوبي" كإنعكاس لحالة التعبئة الخاطئة وجدليات التخوين التي تعود عليها الجنوبيون ضد بعضهم البعض..وان وصفت بظاهرة "صحية" كما يحاول البعض تسويقها. ويرجع محللون سياسيون استحكام هذه الحالة الجنوبية الشاذة الئ عجز النخب الجنوبية عن قراءة ابعاد الاحداث وماراء تحريكها ووجود وسط اجتماعي سريع التقبل للاشاعات والاطروحات المؤججة للتصادم تحت ظل شعارات براقة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب. وهذا يقود الى تفتيت النسيج الاجتماعي و نشر ثقافة الكراهيةوشعار *من لم يكن معي فهو ضدي* الذي تغذيه جهات ذات اطماع في ثروات الجنوب فتمارس سياسة التحريش وتغذية التجاذبات والاستقطاب الحاد التي ينقاد لها الجنوبيون بتلقائية بادئ الرأي ، ويعدونها مسلمات يوالون ويعادون علئ اساسها. والاغرب من ذلك انهم كلما اكتشفوا خديعة وقعوا ضحيتها لا يلبثون ان يقعوا في مثلها مرة اخرئ وبسذاجة منقطعة النظير...!!كما انهم لايقبلون ان يسودهم من بين صفوفهم فيرتمون في احضان قوى خارجية تسير حكامهم وفق مصالحها واهوائها. هل رأيتم الجنوبيون حكموا انفسهم دون سيد خارجي منذ الاستقلال الئ اليوم.؟! وقد يكون هذا مركب نقص لايستطيعون التخلص منه في المدى المنظور ولكنه ليس حكماًعاماً..وتاريخ الجنوبيون القريب يؤكد ماذهبنا اليه ، فمازلنا نتذكر كيف اقتتلوا علئ الهوية قبل الوحدة.. وهو مالم يحصل في الوطن العربي كله.. وفي هذا السياق يتضح ان فكرة قبول الآخر بقلب رحب مفتوح على الحوار، لا زالت حلماً يراود الواقع الوطني الجنوبي على جميع الأصعدة "وبالرغم ان الكل يؤمن بهذه الفكرة، بل يتغنى بها ويجعل منها شعارا له..الا أن عملية تطبيقها واقعاً ليس له أثر .. ولعّل هذا من أسباب التخلف على مختلف الاصعدة الذي نعيشه اليوم.