والتجارب تثبت هذه النظرية وتقاربها مع الاحداث القديمة والحديثة على الساحة اليمنية وهنا تحسب غلطة المجرب بالف غلطة في ثورات اليمن الشمالي المتكررة والتي صادفت العديد من النكبات وكثير من مواقف الفشل وكم من الثوار اعدموا في لمحة بصر ومنهم من تشرد في الجبال والوديان والسهول وواجه صعوبة العيش والأمن والأمان ومنهم المناضل الكبير والشاعر والأديب الحصيف الشهيد محمد محمود الزبيري الذي كانت وسيلة مواصلته راحلة قطع بها المسافات يقود ثورة ومرحلة نضال مرير ومنهم من مات في دهاليز السجون الأمامية الملكية الفظيعة ومنهم من اعدم في الساحات وأمام الجماهير طبعا هذا ماضي مدون في سجلات التاريخ لكنه يقود الذين لايغقهون في الامور السياسية خاصة عندما يتحملون مسئوليات اكبر من حجمهم. لكن ومع استمرارية جذوة الثورة تولدت لدى الناس في الشمال اليمني انطباعات ومعطيات وتوجهات كثيرة حيث كسروا جدار العزلة وحطموا عازل الحرمان حتى ظهرت بوادر انقلاب في صورة ثورة في ال26/9/1962 وتدخلت مصر بثقلها العسكري والإعلامي والمادي والمهني لمساعدة الانقلاب حتى نجحت مرحلة دحر الحكم الأمامي البغيض من اليمن حيث كان في الجانب الآخر من الجزيرة العربية نظام ملكي لايتوافق مع نظام صنعاء الجديد وهنا حدث التصادم وظل قائم دون حسم أو اسقاط حتى تدبرت هزيمة العدوان الإسرائيلي في حزيران 1967 القشة التي قسمت ظهر البعير وارغمت الرئيس جمال عبد الناصر اتخاذ اصعب قرار في حياته الخروج الكلي من اليمن وكانت هزيمتين في وقت واحد. اليوم نجد الأشقاء في دول التحالف يدحرجون صخرة ثلجية منذ اربع سنوات وتجربة مريرة استخدمت فيها احدث وسائل الدمار الشامل كي يعيدوا شرعية اغتصبها الحوثي ومليشياته . لكن هم لو قرأوا تفاصيلها وتعمقوا في حيثياتها لما كانوا تدخلوا مباشرة في اليمن وما خسروا هذه الإمكانات الكبيرة دون تحقيق اي نصر او أعادوا الشرعية الى صنعاء وعندهم تجربة واضحة كوضوح الشمس في عنان السماء وهم من شاركوا في إعدادها وتنفيذها على مصر.... اليوم نحن لماذا نستغرب اذا انسحبت الامارات انسحاب كلي أو نصفي أو انتشار كما يسمونه في العرف العسكري لقد تم تفجير بواخر نفط في عمق المياه الإماراتية وعلى بعد أمتار من مضيق هرمز وهناك جزر للامارات محتلة من قبل إيران وما أشبه الليلة بالبارحة إضافة إلى التصعيد الكذب الذي يقود القوة الكبرى ماما امريكا اعتقد هو مخرج وفرصة ثمينة سنحت للامارات فاسغلتها تحت شعار اعادة الانتشار ودفاعا عن أرض الإمارات وهذا حق من حقهم وجزاهم الله خيرا على ما قدموه في الشمال وفي الجنوب أما انعكاسات ما سوف يحدث فهذا أمر محسوب بدقة والجنوبيون يعدون العدة ومستعدين لمواجهة أي عدوان شمال او خارجي على أراضيهم برغم تفرقهم وشتاتهم لكن ستجمعهم مصيبة العدوان اذا سمح الله بذلك هنا ستظهر قراءة سليمة للحدث وفهم متكامل لغرض العدو وعليهم أن يدركوا جيدا بأن اليمن نكبة على من لا يقرأوا في ابعاد السياسة وعاش الجنوب حر ومنتصر وملتئم والشمال متوافق ومقتدر والله الموفق ..