لقد أثار اﻹنسحاب اﻹماراتي المفاجئ من اليمن الكثير من ردود اﻷفعال حيث تعددت التحليلات وكثرت التخمينات والروايات المتضاربة عن اﻷسباب الحقيقية وراء هذا اﻷنسحاب!!.. القرار اﻹماراتي صاحبه الكثير من الغموض كحال الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات والتي لا نعلم شيئا عن خباياها وعما يدور في دهاليزها المجهولة!! إن ما يثير اللغط ويسيل الكثير من الحبر هو في عدم تناوله بشكل واضح وصريح من قبل الجهات الرسمية في كلا من اﻹمارات والسعودية والغريب في اﻷمر أنه وحتى هذه اللحظة لم نسمع تصريح صحفي للناطق الرسمي بأسم قوات التحالف العربي في اليمن تركي المالكي يفند فيه ويوضح السبب من وراء هذه الخطوة وبالذات إنه لم تكن هنالك أي مؤشرات سابقة توحي لنا بوجود نية من جانب اﻹمارات باﻹنسحاب من اليمن أكان بشكل جزئي أو نهائي!! ما شهدناه من تخبط بوسائل الإعلام في السعودية واﻹمارات أثناء إتخاذ قرار اﻹنسحاب يؤكد أنه عمل أحادي وليس قرار متفق عليه من سابق وهذا ما أكدته بعض التسريبات عن وجود إمتعاض سعودي كبير يقابله إصرار إماراتي قوي باﻹنسحاب!! ربما قد تكون اﻹمارات وصلت إلى قناعة تامة بإستحالة الحسم العسكري والذي يتزامن مع إنغلاق تام في اﻷفق لوجود حل سياسي ينهي الحرب مما جعلها تقرر اﻹنسحاب فطول الحرب في اليمن أصبحت بمثابة مغامرة خطرة وباتت كمستنقع الغرض منه إستنزاف دول التحالف العربي والوقائع على اﻷرض تؤكد صحة هذه الفرضية!! في أعتقادي الشخصي إنه تم خداع دول التحالف العربي واﻹيقاع بهم حيث جعلوهم يعتقدون إن الحرب في اليمن مجرد نزهة سريعة ومناورة عسكرية حية وفرصة ذهبية لتجربة فعالية إسلحتهم التي أصابها الصدأ من عدم اﻹستخدام!! علينا إن لا ننسى ايضا حادثة تفجير السفن التجارية قبالة ميناء الفجيرة اﻹماراتي وتصاعد حدة الخلاف اﻷمريكي اﻹيراني قد تكون زادت كثيرا من مخاوف اﻹمارات فسارعت بسحب قواتها من اليمن تحسبا لحدوث اﻷسوأ وأن تصبح اﻹمارات في مرمى تلك المواجهة!! إن أستمرار اﻹمارات في خوض الحرب وبتلك القوة حتما سيجعلها هدف عسكري قادم لمليشيات الحوثي لا محالة وشيوخ اﻹمارات يعلمون تماما إن سقوط أي صاروخ باليستي أو تفجير طائرة حوثية مسيرة في أراضي اﻹمارات كفيل بإحداث هزة قوية جدا ستؤثر سلبا بمكانة اﻹمارات وبحركة التجارة واﻹستثمارات فيها ناهيك عن ما ستلحقه من أضرار إقتصادية كبيرة حيث ظل حكام اﻹمارات يبنون ذلك اﻹقتصاد طوال أربعون عام!! دعونا لا نستبق اﻷحداث فاﻷيام القادمة كفيلة بأخبارنا عن طبيعة وأبعاد اﻹنسحاب اﻹماراتي من اليمن وكذلك عن مدى تأثير ذلك على سير العمليات العسكرية والقتالية لقوات التحالف العربي في حرب اليمن!! لقد أتضحت لي الصورة وعرفت المغزى الحقيقي من قيام السعودية بإحلال قواتها في المواقع التي أنسحبت منها القوات اﻹماراتية والحقيقة التي لا يريد يسمعها المستفيدون من هذه الحرب تقول بإن التحالف العربي لا يثقون اطلاقا بجميع اﻷطراف اليمنية المتحالفة معه على الرغم أن الجميع يؤدون نفس الدور في تقديم خدماتهم وتنفيذ اﻷوامر بكل أدب وطيبة نفس فأهل اليمن معروف عنهم الكرم والشهامة، إن التصرف السعودي يؤكد بلا أدنى شك عدم وجود الثقة الكاملة بأي طرف يمني وكذلك رسالة واضحة لمن يريد معرفة مقدار حجمه ووزنه الطبيعي في نظر التحالف العربي، لذلك كم أتمنى من كل فرد يخضع للتحالف العربي أن يضع كرامته وعزة نفسه في كفة وأرتفاع سعر صرف الريال السعودي والدرهم اﻹماراتي في الكفة اﻷخرى ليرى أي من الكفتان سترجح ثم بعد ذلك له مطلق الحرية في أختيار المكان الذي يليق به وأنا على يقين مسبق باﻷماكن التي تليق بالبعض منهم ﻷنني وبكل بساطة أعرف تماما إن الذباب يستحيل أن ينتج العسل والحليم تكفيه اﻹشارة!!