قبل عدة ايام كتبت منشوراً او مناشدة لاهل الخير لمساعدة إمرأة مريضة للحصول على كرسي متحرك... ارسلت المنشور في صفحتي في الفيسبوك وبمجرد ان ارسلته إلا والرسائل تتوالى من كل مكان... رسالة وصلتني من المملكة العربية السعودية.. ورسالة وصلتني من الهند.. واخرى من قطر.. ومثلها من عدن..! واخرى من مودية.. وجميع الرسائل التي وصلتني يطلب اصحابها بتكفلهم بشراء الكرسي المتحرك....! الكل يتسابق لفعل الخير...! والكل يريد ان يفوز بهذا الاجر..! بقيت محتاراً بين هؤلاء الشباب الخيرين.. كيف اختار احدهم ليتكفل بشراء ذلك الكرسي..؟! مع ان كل واحد منهم يلح علي في رسالته بان يكون هو سعيد الحظ بشراء الكرسي...! لم استطع الاختيار لالحاح الجميع.. وبقيت محتاراً بينهم.. واخذت افكر كيف الخروج من هذا الموقف..؟ وما السبيل لاقناع هؤلاء الشباب الطاهر النقي..؟ واثناء تفكيري والبحث عن مخرج كانت الرسائل تتوالى ولم تتوقف..! الشاب الذي يتواجد في الهند اكد لي بإنه سيرسل الكرسي من الهند مع احد المعاريف الذي سيصل نهاية الشهر..! تصوروا سيرسله من الهند..! لاعجب فالخيرون يتسابقون لفعل الخير.. ووصلتني رسالة من السعودية ليؤكد صاحبها بانه سيرسل الكرسي مع باص (بن معمر)... اما صاحب قطر فقال لي ابلغني بسعره وسوف ارسل لك ثمنه فوراً....! اما الآخر فقال سيصلك الكرسي مع ابني ...! ووصلتني رسالة من احدى الفتيات التي الحت بالشراء.. وبصراحة تأثرت كثيراً لرسالة الفتاة..! ليس لانها فتاة ، فالفتيات والنساء عموماً يتصدقن باستمرار..! تأثرت لان الفتاة اخبرتني بانها ستبيع بعض من ذهبها الخاص لشراء الكرسي.....!!! يالهم من شباب صالحون ..! وفي لحظة من اللحظات والرسائل لاتزال تتوالى تباعاً من مختلف البلدان اهتديت لحل يرضي الجميع ... الحل هو ان اختار اول شاب تواصل معي لابلغه بدفع تكاليف الكرسي... اتصلت عليه وابلغته بذلك الحل.. لم يتمالك نفسه من الفرحة.. واخذ يرسل الي الدعوات والشكر ...! اما بقية الشباب الذين في انتظار ردي على رسائلهم فاخبرتهم بان احد الشباب قد تكفل بذلك..! وكانت ردة فعلهم حزينة جداً ولكنهم في نهاية الامر تفهموا ودعوت لهم بان يكتب الله لهم الاجر والثواب. بدوري اتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان للاخوة الذين ابدوا استعدادهم بشراء الكرسي.. واشكر الشاب الذي حظي بهذا الامر وجزاه الله خيراً. وهناك امر مهم اجمع عليه كل المتصلين وهو انهم طلبوا مني عدم الإفصاح عن اسمائهم وان يكون الامر في غاية السرية..! ولاتزال الدنيا بخير مادام فيها مثل هؤلاء الاخيار.