النضال الإعلامي الجنوبي لايقل قيمة وأهمية عن النضال العسكري في ساحات وجبهات القتال ، لذلك فإنه وفي زمن وظروف الحرب والدفاع عن الوطن لايجب الاستهانة بدور الإعلاميين الجنوبيين و النظر إليهم على إنهم لايقدمون ولايؤخرون شيئا بسبب إنهم لايحملون سلاحا ، او التقليل من شأنهم النضالي في الدفاع عن الدين والعرض والوطن ، فالإعلام وبشكل عام دائما قد كان هو العون والسند في مايتحقق من انتصارات . بل إنه وفي أحوال وظروف معينة يكون الإعلام هو الجبهة المقاتلة الوحيدة فقط وهو السلاح المناسب والوحيد بأنواعه المختلفة ، ولنا في ثورة الجنوب ونضال الحراك السلمي الجنوبي خير دليل على ذلك ، فعندما أنحرف مايسمى إتفاق الوحدة اليمنية عن مشروعه الحقيقي الناتج عنه حرب 94م العدوانية على الجنوب الناتج عنها إجتياح واحتلال الجنوب وتدمير الجيش الجنوبي بالكامل ونهب الثروات ، ومالحق تلك الحرب من تسريح قسري للكوادر الجنوبية من وظائفهم العسكرية والمدنية ، وما طال الشعب الجنوبي من تعسف وإضطهاد وعنجية وصعوبة في الحصول على أبسط الخدمات والعيش بكرامة وأمان ، إلى مرحلة ودرجة لايطاق الصبر معها وعليها ، حينها لم يكن للجنوبيين وحتى يواجهون كل تلك الحرب الحاقدة عليهم غير الإعلام كسلاح قوي ووحيد فقط ، وفعلا فقد استطاع النضال الإعلامي الجنوبي رغم إمكانياته الشحيحة أن يحقق مالا يستطيع تحقيقة استخدام السلاح النوعي حينها ، من خلال صنع ثورة شعبية نضالية سلمية جنوبية وصلت قضيتها إلى كل منزل جنوبي وإلى المجتمعين الإقليمي والعالمي ، حيث كان الكتاب والإعلاميين الجنوبيين هم رواد وقادة النضال السلمي الجنوبي إلى جانب إخوانهم القادة و المناضلين في ساحات النضال السلمي . ما نود توصيله في هذا الموضوع هو ضرورة الأهتمام بالكتاب والإعلاميين الجنوبيين المخلصيين في كتاباتهم وأعمالهم ونشاطهم لقضيتهم وثورتهم وعدم الاستهانة بجهدهم ، وأعتبارهم مناضلين مثلهم مثل الذين يناضلون في جبهات القتال ، أيضا وفي ظل وجود إعلام معاد مظل وبإمكانيات مكثفة ، فإنه يجب على المواطنين والموظفين والسياسين والقادة والعسكريين والطلاب الجنوبيين إن يزدادوا إهتماما بمتابعة مقالات الكتاب الجنوبيين المناضلين والاطلاع عليها وما ينشر عن الإعلاميين النشطاء من صور او فيديوهات أو أخبار او تغريدات والتفاعل مع حملات الهشتاقات التي تخدم القضية الجنوبية وتبين دور المجلس الانتقالي الجنوبي الإيجابي لردع أكاذيب وزيف ذلك الإعلام المعاد المظل . كما يجب عليهم كافة _ الجنوبيين _ أن يأخذوا مما تحتويه الكتابات الجنوبية من أفكار صائبة لتثقيف أنفسهم بها ثم نقلها إلى الآخرين حتى يكون جميع الجنوبيين ذو ثقافة وفكر نضالي موحد نحو استعادة دولتهم . ومما يدل على قيمة وأهمية النضال الإعلامي الجنوبي إنهم قد كانوا هم شركاء النصر في ثورات الجنوب السلمية والعسكرية والسياسية .
