ان الثقافة المجتمعية في ظل انصهار المجتمع وانبهارة بالتكنولوجيا واكتساب ثقافات دخيلة وغريبة على مجتمعنا .. القيم والمعتقدات لها دور كبير في توجيه السلوك اﻻنساني ..والثقافة لها دون شك تأثير هام في عملية التنمية في اي مجتمع .ان الركود والتخلف عند بعض المسلمين يعود الى ما اصاب افكار المسلمين وسلوكهم .مما ادى ذلك الى نوع من اﻻنفصام بين النضرية والتطبيق .الى ان فقدت الثقافة اﻻسلامية للمجتمع فعالياتها وقوتها الدافعة .. وجاءت الجماعات المتطرفة لملء الفراغات بحشو اﻻفكارالدينية المتطرفة .وغرسها بقوة في عقول خاوية او فارغة من الثقافة اﻻسلامية المعتدلة التي تسير او تتبع نهج السنة الوسطية .وكانت هذه اﻻفكار المتطرفة مزيج من اقطار مختلفة اوجدت في مجتمعنا اﻻسلامي ..لبث فكر وثقافة متطرفة اوجدت لها مساحة في مجتمع انصهر مع هذه اﻻفكار واستسقى هذة الثقافة المتطرفة وتمسك بها بدون علم او ثقافة لعدم وجود ثقافة مجتمعية واسلامية معتدلة .. وفي السنوات اﻻخيرة بذلت الجهود الكبيرة من قبل بعض المشايخ والمثقفين والكتاب واﻻعلاميين الذين استشعرو خطر جهل الثقافة المجتمعية وحرصت بعض الدول لهذا التوجه وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من خلال مركز اﻻمير نايف للمناصحة ومن خلال بعض المشايخ والدعاة المعتدلين وترجمة لرؤية المملكة 2030وكانت المملكة سباقة في هذا المجال..وبرغم كل الجهود التي تبذل اﻻ ان هناك اعداء للامة اﻻسلامية والذين يتشدقون باسم الدين وهو منهم براء..ويعملون ليل نهار من اجل زرع الفتن الطائفية وتجنيد بعض من تنقصهم الثقافة الدينية والمجتمعية.. ولقد عاد الكثير ممن يحسبون على العلماء والمشايخ في اﻻونة اﻻخيرة وانتشار الفضائيات وانفتاح التكنولوجيا عبر كافة الوسائط اﻻجتماعية للشبكة العنكبوتية فأختلط الحابل بالنابل وكل ينتهج منهج فية مصالح سياسية او ينفذ اجندات يخدم بها طوائف معينة واصبح الناس منقسمين الى فرق عديدة نظرا لما تنقصهم من الثقافة الدينية المعتدلة.وفي ظل تضارب اﻻفكار والرؤى والنهج من مكان الى اخر ..وقد كان هذا منفذا خطيرا استطاعت من خلاله الجماعات المتطرفة في التوغل وكسب وتعاطف الكثير من المجتمعات والذين تنقصهم الثقافة المجتمعية والدينية كما برزت داعش والحوثيين وغيرهم من الجماعات المتطرفة في العديد من المناطق .. اننا حقيقة بحاجة الى التوجه نحو الثقافة المجتمعية من خلال العديد من البرامج عبر وسائل اﻻعلام المختلفة المسموعة والمقروءة وعبر وسائط التواصل اﻻجتماعي ..ويجب ان نستعين بأشخاص في علم اﻻجتماع متخصصين في نشر الثقافة في اوساط المجتمع .والتي نحن بحاجة اليها اكثر من اي وقت مضى ..وزرع اﻻنتماء الوطني والديني في جيل الشباب والنشئ ومن اجل الثقافة اﻻسلامية المجتمعية . يجب اوﻻ التركيز على المناطق اﻻكثر احتياجا وسد احتياجاتها وتنمية قدرات ابنائها وتوفير الحد اﻻدنى للمستوى المعيشي المطلوب وتطوير التعليم.. وبهذا سيكون نشر الثقافة المجتمعية اكثر استنارة وستجد عقوﻻ ترفض كل تطرف واﻻتجاه الى المجهول ..ولن تستطيع ان تخترقه اي جماعات وان تنشر سمومها الفكرية فية .. وهذا حقيقة ما ينقص المجتمعات التي انتشر فيها اﻻرهاب والتطرف ﻻ سيما سوريا والعراق واليمن وجنوب افريقا والعديد من البلدان ..وفي مجتمعات ﻻ يوجد فيها اي مقومات للحياة اﻻنسانية الطبيعية .فضلا عن مجتمعات تعاني من التمييز والعنصرية .. يجب ان يكون هناك حراكا في تنمية ثقافات المجتمعات .فقد كان لتنمية ثقافات المجتمع الغربي وامريكا اﻻتينية منذو منتصف الثمانينات عندما عاد اﻻهتمام بهذا الجانب المهم في اوساط المجتمع الغربي واﻻمريكي واﻻهتمام بالثقافة المجتمعية كعامل مهم لتفسير ظاهرة التخلف اﻻقتصادي واﻻجتماعي وكان لنشر كتاب (لورانس هاريسون اﻻمم المتحدة حالة ذهنية امريكا اللاتينيه)lawren ce h arrison un derderelopment is a state of mind the latin american case 1985 تأكيدا مهما .وقد صدر منذ ذلك الوقت ومن منطلق اهمية العامل الثقافي في المجتمع ..وقد اعقبتة العديد من الدراسات في مجال تحليل التنمية اﻻقتصادية واﻻجتماعية والسياسية والثقافيه .. ولم يكن عامل الثقافة بالنسبة للغرب عامل وليد بل سبقة الكثير من اﻻهتمام في اﻻربعينيات والخمسينات ..وكانت لثقافة المجتمع عامل مهم واساسي لفهم المجتمعات ونشر الثقافة فيها وفهم الفوارق بين المجتمعات والتعايش معها دون النظر الى اللون او العرق او الديانة ..هكذا كان فهم الغرب في نشر وتنمية الثقافة المجتمعية .. اننا بحاجة نحن العرب وخاصة في هذه اﻻيام اكثر من اي وقت مضى لنشر الثقافة المجتمعية وفهم الدين اﻻسلامي المعتدل والذي فسرة بعض المتشددين كل حسب توجهاته ورغباته واهوائه الى ان وصلنا اليوم الى هذا الصراع الدامي الذي تشهده المنطقة العربية والقاسم المشترك واحد بين كل المجتمعات المتناحرة الدين واللغة واﻻرض .. ولكن ضاعت نشر الثقافة المجتمعية والتي هي مرتبطة ارتباطا وثيقا بكل ما سبق ذكره .