ريثما وطات قدماي مدينة المكلا ولأول مرة في حياتي برفقة الرفيق محمد الفقيرية تذكرت مشدوها ..الموسيقار الشامي فهد بلان وهو يترنم من منتصف الستينات لسنين الخوالي بجمال وسحر بنات المكلا. حيث يقول ..يا بنات المكلا ..يا دوا كل عله .. ومن مشيئة الأقدار ..وقبلما نتناول الشاي في مقهى بن عيفان ..على أهازيج الفنان أبوبكر سالم بلفقية ..ومايحتاج ياعيسى تذكرنا بهم ياخوي صادفت أحد الصم والبكم ..وقد بدء على وجهه الحزن والأسى ..يدعى سالم بن عبود. وقد خصني دون سواي ..بحديث البكم لغة الإشارة..وكأن العناية الإلهية قد ساقته لي ..لعلمه أن عندي أربعة من الأبناء صم وبكم. تبادلنا أطراف الحديث أنا والاسمر الوسيم سالم بن عبود وبلغة الإشارة وقد ارتاب في ذلك فأضحكني كثير حين ..سألني عن معرفتي و إلمامي بلغة الإشارة حين ظن أنني أبكم فأوضحت له أن عندي أربعة أبناء مثله صم وبكم. ثم بعد ذلك أوضح لي بن عبود من أنه حين تناول غذائه نسي حاجياته في المطعم وحالما عاد يسأل عليها لم يعبه به أحد لاسيما والناس في وقت الذروة من تناول طعامها اخذني سالم من يدي إلى صاحب المطعم وترجمة له عن ضياع إقراضه ..فوجدناها تحت المقل ..اخذها بن عبود ..صاحب الشعر الهندي المسترسل على جبهته .. فاكتسى وجهه بحمرة الحياء ..معتذراً لي عن ماسببه لي من متاعب جمة فازداد حسنا وجمالا ووددت أن احتضن سالم بن عبود لكثرة محبتي في أولادي المصابين بالصمم توادعنا أنا وبن عبود وهو يلوح لي بيده وبلغة الإشارة ..وسلم سلم ولو حتى بكف الإشارة يامن على قلبي وليت الإمارة إنا عبد لك مملوك وأنت سلطان ..ليم في الحيط حالي ورمان ..وسلم سلم ولو… !
