عدن كانت وما زالت ميدان لكل الصراعات الحزبية المسلحة على مدى الحكومات المتعاقبة في جميع توصيفاتها سواء كانت العاصمة الرئيسة للدولة أو العاصمة المؤقتة . وتبعاً لذلك يتعرض سكان عدن لكثير من المعاناة قبل الصراعات وأثناء الاقتتال وكذا بعد الصراعات فأبناء عدن يتعرضون للخوف ويعيشون حالات من القلق والاضطراب ويكونون عرضة لحالات نفسية تعتريهم بعد كل مأساة دموية تتعرض لها مدينتهم التي تدخل في نكبات اجتماعية واقتصادية ونفسية مع تكرار تلك الأزمات المفتعلة والتي تكون عدن على الدوام ساحة لها. ففي فتنة الصراع المبرمج بين الحكومة الشرعية فاقدة الشرعية ومسلحو الانتقالي تعرضت المدينة لمآسي دامية وعاش فيها العدنيون أيام من الخوف والقلق والدعر جراء القصف المتواصل داخل الأحياء السكنية تعرض فيها الأطفال والنساء لكثير من حالات الهستيريا والمشاكل النفسية . لم يقتصر ألم المدينة على الجوانب النفسية التي أصابت سكانها وأهلها الذين يعيشون حالة من البؤس والشقاء جراء الصراعات المتلاحقة التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل سواء أنهم يصبحون ضحايا لصراعات تدبر خارج مدينتهم وتكون الأخيرة معقل ومرتع للمتقاتلين. إنَّ ما أصاب السكان من ويلات الحرب والصرعات الدائمة جعلهم عرضة لحالات من الانهيار النفسي فهم بحاجة ماسة لدعم نفسي ومعنوي للخروج من حالة الانهيار النفسي ولا يستغرب أحد من ذلك فما يدور في الشارع العدني من حالة انهيار اخلاقي وعنف مفتعل وتدهور في المستوى التعليمي وما حالات العنف المدرسي إلا نتيجة واضحة ودلالة قوية على ما يعيشه الطفل من حالة نفسية متدهورة . واحالة الانفلات الأمني وحمل السلاح وتطور العنف وازدياد حدته إلا صورة من صور الانهيار النفسي الذي يعيشه الانسان في كعدن وكل مدن الصراع والاقتتال المستمر وكذا ما وصل إليه المجتمع من تدني أخلاقي في صور عدة من عدم الاحترام السائد بين الناس وعد احترام وتوقير الكبير والمرأة وعدم احترام الموظف العام ومظاهر أخرى كثيرة. عدن وسكانها كانا أقل اهتمام من قبل المنظمات الدولية العاملة في اليمن ولربما مدن أقل عرضة لمثل هذه الصراعات كانت أكثر حظاً في الاستفادة من الدعم الدولي للمنظمات كحضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى. الانسان في عدن حرم ويحرم من سبل الرزق وخاصة أن كثير من السكان في المدينة المنكوبة بعد توقف التوظيف يعتمدون على المهن والأعمال التي تذر عليها رزق يومهم يوم بيوم في ظل ذلك الاقتتال يحرم المواطن الباحث عن رزق يومه من العمل والكسب الذي يؤمن له قوات يومه فمن يعوض مثل هؤلاء. بسبب الاقتال واستخدام الاسلحة المتنوعة تضررت مباني وأدوات التي يمتلكها المواطن ك اجهزة التكيف والسيارات فمَن الذي يعوض المواطن عما فقد من ممتلكاته وأدواته التي غالباً لا يستطيع امتلاك غيرها . المواطن في عدن كسائر مدن الحرب والاقتتال يتعرض لكثير من الخسائر المادية والبشرية والنفسية ولا يجد من يواسيه أو يمد يد العون له.