معاناة المواطنين مع غاز الطبخ تكاد لا توصف ؛ فقد أصبحت أزمة الغاز الخانقة والمستفحلة هاجساً يشغل الجميع ويؤرقهم ويكدر العيش ليس في الضالع فحسب بل في كافة المحافظات تقريباً ..!. وبرغم ارتفاع أسعار اسطوانات الغاز بيد أنها لا تزال تباع هنا في الضالع عبر لجان ووفق آلية متعبة جداً وغير شفافة في كثير من الأحيان ، فالبعض يتحصل على اسطوانتين في الشهر والبعض الآخر بالكاد يتحصل على أسطوانة واحدة وهي المخصص المقرر لكل أسرة خلال الشهر الواحد ؛ وهذا بالتأكيد إجحاف بحق الأسر الكبيرة التي تحتاج إلى اسطوانتين في الشهر وربما ثلاث ، وبالمقابل هناك مربعات تستحق الشكر والثناء لأنها منضبطة وصارمة في التوزيع وفقاً للآلية المعتمدة في توزيع الغاز ولكنها بالطبع قليلة. وطالما أنه قد تم تحرير سعر أسطوانات الغاز بصورة لا تقوى عليها كثير من الأسر في ظل هذا الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به البلد ، فلم يعد هناك ما يبرر بيع الغاز عبر لجان بل المصلحة تقتضي توفيره في كافة الأسواق وبالكميات التي تغطي حاجة السوق بحيث يستطيع المواطن شراءه متى شاء وبالكمية التي يشاء ومن غير المعقول أن يستمر بيعه للمواطن عبر لجان وبكمية محددة وقد ارتفعت اسعاره وصارت قريبة من أسعار السوق السوداء . وثالثة الأثافي التي قد تقصم ظهر المواطن وتلحق به الضرر الفادح أن بعض التجار عديمي الضمير والإنسانية - الذين لا هم لهم سوى جمع المال والربح السريع سواء كان ذلك بحلال أم حرام - قد استغلوا الأزمة الحاصلة في الغاز وأخرجوا الأسطوانات الصدئة والمتهالكة المركونة في مخازنهم والتي لم تعد صالحة للاستخدام ليبيعوها للمواطن الذي لا يفكر سوى بالحصول على اسطوانة غاز بأي وسيلة حتى إن كانت قديمة وصدئة غير مبالٍ بأن مثل تلك الاسطوانات قد خرجت عن الخدمة فربما يتسرب منها الغاز وقد تنفجر في أي لحظة .. وهنا نتساءل أين الجهات الرقابية سواء على مثل أولئك التجار الفجار والجشعين أم على محطات تعبئة الغاز التي تسمح بتعبئة مثل تلك الأسطوانات المتهالكة وتداولها وهي تعلم علم اليقين بخطرها وأنها لم تعد صالحة للاستخدام ؟!!! أخيراً أكبر إنجاز قد تقدموه للمواطن الذي أرهقته الازمات وأثقلت كاهله هو توفير الغاز وبأسعار معقولة يستطيع تحملها ... ما لم فلا توسعوه بالشعارات الديماغوجية التي لا تطعم خبزاً ولا توفر غازاً ..!!.