اختلت المعايير، ضاعت القياسات، ونامت الضمائر، جرفت أخلاق وتربية وثقافات وتراث وعلقت قوانين حتى اشعارً اخر ومفاهيم وطمس هويات وتواريخ وحضارة كانت قائمة في مدينة عدن. اصبحت المفاضلة بين الناجح والفاشل معكوسة بين الكفاءة والخبرة والانضباط والنزاهة والشرف والأمانة والوطنية وبين المستهتر والمتسلق والمتقاعس والنفعي والوصولي والانتهازي والخارج عن القانون والفاسد، وتصوروا ان الفاسد هو من يفوز بالمفاضلة في ايامنا هذه والسبب ان الناس ترى في ذلك الكفو وصاحب الخبرة والنزيه ما يعرقل وصولهم إلى أهدافهم ومصالحهم الغير مشروعة ويعتبروه عائق لانه لايعمل إلا وفق لوائح وقوانين وانظمة ولا يسمح الا بالمتاح والممكن والذي لا يضر المصلحة العامة. هذه هي معاييرنا اليوم في مدينة عدن التي كانت يضرب بها الأمثال على مستوى الدول العربية والشرق الأوسط والخليج بل في الشرق والغرب معاً. معاييرنا اليوم تخضع للمحسوبية والمجاملة والقرابه وللمناطقية للجهوية للحزبية للقبلية وللمصالح الشخصية. علشان كذا كل شيئا انهار في داخل مدينة عدن من خدمات وبنية تحتية انهار كل شيئا من تعليم وصحة واقتصاد وقيم كل ماكان قائم فيها انهار اصبح المدرس يبحث عن من يدرسه ويصوب طريقه واصبح القاضي خائف ممن هم خارجين عن القانون واصبح الموظف يبحث عن مصدر رزق اضافي لضعف معاشه والذي لايكفي حتى نهاية الشهر والعسكري والذي من المفترض انه يحمي المواطن ويحمي وينفذ القوانين اصبح يبحث عن اي قضية يستثمرها بغرص الحصول على رشوة لأن راتبه لايأتي الا بعد أشهر وقده غارق في الديون ناهيك عن غياب الرقابة والمحاسبة والمتابعه ولأن كبيرهم الذي علمهم السحر. غاب المثل والنمودج والقدوة الحسنة التي ينبغي ان يتبعها الموظف في وظيفته والمواطن في حياته والطالب في مدرسته. النخب توارث غابت ، اختفت استسلمت للأمر الواقع وتركت الحبل على الغارب للغوغائين وللفوضوين وعندهم الحق في بعض الشيء الخوف وعدم وجود من يحميهم لأن الأمر يتطلب قوة وصاحب القوة يتفرج على العرض وكأن الأمر لا يعنيه او انه حتماً مستفيد. معايير اليوم اختلت الفاشل والفاسد هو من يكرم الناجح وجعلت من المجرم القاتل سفير سلام ولم يبقى لنا إلا ان تكلمنا دابة الأرض ونعد انفسنا لاستقبال الدجال الأعور فقد ظهرت الكثير من علامات الساعة.