ضيق الأفق وقصر النظر والرؤياء وضيق الصدر والخلق وانغلاق الأفكار والعقول وعندما تسيطر على البعض الديماغوجية والراديكالية وينعدم عندها النقاش او الرأي ولم يعد مقبول لديهم غير ان تجب بلا او نعم لتحديد موقفك وليس مطلوب منك ان تناقش او تقول رأيك بل انخرط معهم ونفذ كل ما يقال لك فليس لك الحق ان تناقش او تطرح رأيك طالما وانه يخالفهم او يختلف معهم ومهما كنت صادق او مخلص او وطنيا ومهما كنت مفكر او سياسيا فطالما حوارك ونقاشك ورأيك يختلف معنا فلاتقوله وكن معنا فقط فنحن في مرحلة دقيقة وخطيرة ورأيك ان قلته يضرنا ويعرقل مصالحنا واهدافنا ففي الوقت الحاضر لا رأي ولا نقاش إلا ما نراه نحن..طبعا هذه مقولة تتشابه مع ما قاله فرعون إني اريكم ما أرى وانا ربكم الأعلى فأورد قومه النار. مشكلة كيف تتعامل مع هولاءالبعض الذي ربما يكون علمانيا وربما يكون ليبراليا وربما اسلاميا وربما .. وربما ولكنه ليس وسطيا اومعتدل تستطيع الحديث والنقاش معه لما يخدم المصالح الوطنية العليا والأهداف المرجوه بل تجده على العكس يتجه بك الى اقصى اليمين او إلى أقصى اليسار ولا يترك لك خيار آخر ويرى ان كل مايقوله هو الصواب. أذن نحن امام فكر متطرف متخشب متصلب كيفما كان اسلاميا او علمانيا او لبراليا فلن تقودنا مثل تلك الأفكار العقيمة إلا إلى مالا يحمد عقباه. فاليوم نحن أمام عقليات لا تقبل النقاش ولا الرأي ولا تصويب وتصحيح المسار قبل الانحراف به إلى مكان سحيق لبلوغ الأهداف التي ضحى من أجلها كل أبناء شعب الجنوب. فإن لم تكن معنا فأنت علينا ولو كنا نعلم من أنت ونعلم موقفك ونعلم وطنيتك ونعلم اخلاصك لوطنك وشعبك ولكننا اليوم نحن من نقود وعليك ان تتبعنا كقيادة يجب ان ننتصر بما نراه نحن ونحقق الأهداف بما نراه نحن ومن حقكم أن تناقشوا وتقولوا آرائكم بعدما تتحقق اهدافنا وانتصاراتنا بما نراه نحن وبغير ذلك غير مقبول. لا يؤمنون بالشورى ولا بالرأي والرأي الأخر ولا يصدقوا إلا الموثوق بهم والمقربون منهم وكأننا لسن شركاء في هذا الوطن وفي هذا الحق وهذا المصير. فالتهم جاهزة والمفتيين والإعلامين الذين يصيغون التهم والافتراءات والفبركة والأخبار الكاذبة وكل انواع الذباب سوف يوظفونها لقدحك وردحك وقدفك وسبك أن أنت اصريت على موقفك المخالف وان كان موقفا وطنيا خالص لا ينتمي إلا لله وللوطن وللشعب.