لاتستغرب اذا وجدنا أنفسنا في الجنوب أمام أمر واقع لان صنعاء سقطت من خلال مماحكات سياسية وقبلية وطائفية ومشاحنات واضحة وعناصرها كانت أيضا حاضرة وزمن اتفاقات مسبقة على تسليم صنعاء التي كانت محاطة من جميع الجهات بترسانة أسلحة لا تعد ولا تحصى وتحت قيادة وإشراف الجنرال علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع وأحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري وكثير من القادة العسكريون ومن قادة الالوية وجيش يمني عرمرم مشكل من جميع الوحدات العسكرية بكافة أنواعها وتشكيلاتها وأجهزة استطلاع مجهزة بجميع لوازم المتابعة الحديثة ومخابرات نوعية التشكيل وكل هذه الأجهزة القمعية والتي كسرت ثورة شباب 11/11/2015 وكسرت أمام جحافل ومليشيات الحوثي وأمام ثوار الحراك الجنوبي في عدم وفي غيرها من محافظات وكل هذه الأجهزة العسكرية تتقاضى من دخل للبلاد القومي مايقارب 80% وتحت مبرر لتسيير عملها الفاشل وفسادها المستشري كمرض السرطان في جسم الوطن ولم تقف أمام مليشيات الحوثي عدا انها كسرت شوكت ثورة الشباب في 11/11/2015 وتقهقرت أمام شباب الحراك الجنوبي في عدن وعلى بقية محافظات الجنوب ثم لم يكن لها أي تحرك أو أظهار موقف وطني تجاه غزو الحوثي لصنعاء .. ثم كان لها جيش آخر من المجانين والبلطجية والمشعوذين من الضباط والجنود المدربون تدريبا عاليا من حيث قوة التحمل لمعانات الجنان علما بأنهم هم المكلفون بمهام متعددة تعمل بكل تفاني واخلاص وطابور طويل من الصحفيين والمحامون والشيوخ من القبائل المعروفة ومن المطبلون الملمعون لصورة النظام الفاسد وحتى من حوانيت الحلاقة مسند لهم دور كبير وكل هؤلاء في لحظة (فص ملح وذاب) حين دخل الحوثي العاصمة صنعاء وحيث كانوا جميعا يتواجدون في عواصمالمحافظات الشمالية والجنوبية ويتحركون بكل حرية في كل أراضي الجمهورية العربية اليمنية ثم يرفعون تقاريرهم اليومية والدورية الى صنعاء عن طريق مدراء مكاتب جهاز الأمن السياسي والقومي ثم وصلت العدوى إلى الجنوب بعد توقيع اتفاقية الوحدة المشئومة ولا يزالون متواجدين كطابور خامس حتى اللحظة إضافة إلى كل سياسيه وقادتها القبليون والعسكريين وأصحاب المصالح الخاصة والعامة في الشمال واضافة الى خمسة وعشرون مليون شخص يتفرجون والحوثي يدوس على أعناق صنعاء واهلها ويغلق عتباتها ويقضي على هيمنة السلطة القبلية الجماعية والفردية في الشمال ودخل إلى بيوتهم ومرمط الأرض بكرامتهم وسحب منهم عمائمهم وعصيانهم وسلاحهم الشخصي ولولا موقف المرأة اليمنية الشجاعة التي جمتهم من هجمة الحوثي وسطوته لكانوا تحت التراب ثم قام الحوثي بتجريد صنعاء من كل ملامحها التاريخية وحولها إلى ساخة لطائفية الشيعية وحتى مناهجها التعليمية والعلمية تعرضت للتعديل والالغاء لكثير من مواد التدريس وعلى مستوى كافة المراحل الأولى وغرس في عقليات الطلاب روح الحقد والكراهية والقتل والنهب والبلطجة نعم لقد أفسد الحوثي كثير من المرافق وخدش أسس قواعد الحياء في النسيج اليمني وهنا تخشي على عدن والجنوب كاملا من أن تطور اساليب الخلافات السياسية ويصبح الحوثي هو الحل وعدن تصبح العاصمة الخامسة . واذا ما اتفقنا اليوم واستفدنا من جهود الأشقاء والعالم في هذا الوقت ووحدنا أهدافنا وتوجهنا مع الأشقاء والعالم إلى ساحة الحلول المنصفة للجنوب وقبلها السير في الطريق الذي لا يحقق لنا حقوقنا و تلملم شتاتنا ورصينا صفوفنا واخترنا ما اهم تجاه قضايانا المصيرية يعني لامحالة من أن يكون الغزو الشمالي حاضرا والأمور قد تهيئة من خلال وجود قوام البرلمان والحكومة ويدخل الجنوب معترك الصراعات على الكرسي والسلطة وتقوى شوكة الجانب المعروف بعدائه لشعب الجنوب وقضيته وطالما هناك من يغذي ويدعم مثل هذه الأعمال من المؤكد أن يعطى ضوء أخضر لقوى الشر بداية الغزو للجنوب وتحت أي مبرر قومي او شعار وطني مغلف وكما كان سيناريو صنعاء سيتكرر في عدن والجنوب ومن سلم صنعاء سيسلم الجنوب . أن التقيد بالحلول الكاذبة التي لا تعطي الجنوب حقه المشروع تعتبر حلول مسكنه لمريض مسكون بمرض خطير لا يقوى على مواجهته أو أن تصبح حلول ترفيقية لثوب اكله الدمار لا يعطي عورة . وهنا تضع كل المعايير السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية كعامل مهم في مجالات الأحداث وسباقات الاتفاقات ولنا تجارب كثيرة مع جماعة الشمال والشرعية المخلوطة واذا المنطقة الشرقية من أراضينا الجنوبية لازالت ترزح تحت أقدام المليشيات الحوثية وقوات الجنرال العجوز وحزب الإصلاح وغيرها من عناصر الضد فكيف الجنوبيون أن يقبلوا حلول منقوصة وهم من حركوا المياه الراكدة في أحواض السياسة المحلية والإقليمية والدولية ولفتوا انتباه العالم إلى أهم منطقة استراتيجية لمعيشتهم العامة والخاصة ومصالحهم العامة وهنا الأمر واضح وضوح الشمس في عنان السماء