بسبب الإفراط في تلقيه الصفعات تلو الصفعات واللطم تلو اللطم أصيب النظام الإيراني بالعمى ويتعرض لمزيد من الإصابات الجانبية التي تهدد استمرار بقائه ولم يعد يملك ما يقدمه لوكلائه وأذرعه في البلدان العربية يخدرهم ويكيف به مزاجه. نقول في البلدان العربية فقط وبالأخص العراقولبنانوسورياواليمنوغزة لأن ليس للنظام الإيراني أي وكلاء ولا أذرع في بلدان العالم الغير عربية إسلامية وغير إسلامية سوى كفوف يتلقاها كف من بعد كف. فالنظام الإيراني تفوق في صناعة مختلف الصواريخ والطائرات المسيرة وركز على الباليستية منها القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى وأصبح يملك ترسانة هائلة وقدم عدد لا يستهان به إلى تلك التنظيمات والحركات والأحزاب الموالية له والمنضوية تحت عباءته كحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة والحشد الثوري في العراق وجماعة الحوثيين في اليمن في شكل إعانات لم تستفد نهائيا منها إلا في توجيهها على البلدان العربية لا غير للضغط على شعوبها لصالح نظام الملالي. هذا الوضع لم تتقبله الشعوب العربية في البلدان المذكورة وثارت عليه بسبب ما صاحبه من فساد وخراب في كل مفاصل الحياة والهوية والتاريخ وما تبعه من استهتار بالمشاعر القومية وما ألحقه من ضرر بالقيم الديمقراطية. هذه الثورات المستمرة التي امتدت من العراق إلى لبنان التواقة لنبذ الطائفية التي غرسها النظام الإيراني بل والقضاء عليها قضاءا تاما ورميه في مزبلة تاريخ مرحلة من حياة شعوبها إلى غير رجعة في صفعة لن يفوق منها النظام الإيراني أبدا ولطمة تعميه حتى يسقط. الأهم الآن من الذي يشعر بالخزي والعار مما تعرض له الشعب الفلسطيني من جهة والنظام السوري من جهة ثانية؟ النظام الإيراني أم وكلاؤه في البلدان العربية المذكورة! وخاصة أن إيران ووكلاءها يطلقون على أنفسهم محور المقاومة! النظام الإيراني الذي يهدد الولاياتالمتحدةالأمريكية ويتحدى عقوبات ترامب وأنه سيمحو إسرائيل من الخريطة إذا ما ترضت مصالحه للضرر أو تعرض حرسه الثوري للاعتداء والقتل, أم أذرعه ووكلاؤه! هم, الحرس الثوري ووكلاء النظام الإيراني تلقوا ويتلقون الضربات تلو الضربات من إسرائيل بواسطة الغارات الجوية في فلسطينوسوريا لم يحاول النظام الإيراني إيقافها دبلوماسيا على الأقل أن لم يستطع مواجهة إسرائيل عسكريا وتوجيه صواريخه الاسكود عليها. وكأن شيئا لم يحدث لم ينبس بكلمة بل أخفى رأسه في الرمال كالنعامة رغم أنه أصنج العالم أجمع صغير وكبير بتهديداته لإسرائيل وليس إسرائيل وحدها. وأكثر من ذلك أنه هدد ويهدد الولاياتالمتحدة بمعركة ضارية لن ينجو منها أحد في المنطقة والعالم إذا وجهت أي ضربة له. غارة على غزة حيث وكلاؤها حماس وغارة على سوريا تدمر عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية والسورية ولا حتى كلمة جبر خاطر الوكلاء الذين لم يحركوا ساكن للرد على إسرائيل التي ضربت الأهداف الإيرانية, لا شفنا جذوة ولا رأينا شعلة تشتعل تحرق المنطقة. النظام الإيراني لاشك أنه أصبح بعبع إيراني في نظر وكلائه قبل الآخرين وهم اليوم أشد حيرة وشعور بالخزي والعار بعد تأكدهم من هزيمته قبل نشوب أية معركة حقيقية, فقدوا ثقتهم به كما أن شعوبهم فقدت ثقتها بهم ولا يستطيع النظام الإيراني أن يعيدها لهم مهما قدم وهيهات أن يقدم شيئا غير الأعمال الاستفزازية التي لا تودي ولا تجيب, وهو أيضا معرض للزوال بفعل غضب الشعب الإيراني الذي لن تثنيه عمليات القمع من نظام قمعي قمعهم على مدى أكثر من أربعين سنة.