أن المليشيات المستخدمة في القتال واستمرارية القتال في الساحة العربية (بالوكالة ) خلقت مآسي لا حصر لها في ساحات الآمة . المآسي التي تجرعها المواطن في الساحة العربية بشكل خاص النموذج ( لبيا – العراق ) . لا نتحدث عما سبق الربيع وإنما نتحدث عن الربيع وما رافق الربيع . ذلك منذ الانطلاقة إلى الميادين تحت مفهوم الربيع العربي وبأشكال وشعارات مختلفة . علماً بأن الكاتب الأمريكي (بيرنارد لويس ) في كتابه ( الفوضة الخلاقة ) يعتبر أن الربيع مدرج ضمن مفهوم الفوضه الخلاقة الذي أسست مداميكها الأولى مع بداية الحرب في أفغانستان 1979م ضد الاتحاد السوفياتي . وقد تكون قبل ذلك . إذن فما هو قائم من أدوار تؤديها المليشيات في وضعنا الراهن في الساحة العربية هي على نفس القاعدة وبأفكار وأدوات قديمة جديدة لصالح إدارات الرأسمالية الإباحية . فهل من عودة للتأمل في قرأت التاريخ للاستزادة والاستفادة منه ،، ليصحو شيئاً من الضمير لدى بعض المليشيات ممن يتاجرون بمصالح الآمة وحياة أبناها مقابل أجور زهيدة تدفع لهم (كمرتزقة ) من حيث المضمون . خلافاً عن ما يرى أو يقال كغطاة لذلك ، تنفذ أجندة لا تخص المسيحي ولا البوذي ولا اليهودي كإخوة في الآنسانية . كديانة أو أعراق أو قوميات . بل تنفذ تلك الأجندة لصالح ( المترفين . الرأسمال المالي الاباحي ) الذي لا يعنى فيما يطرحوا من شعارات خادعة باسم الحقوق والحريات والديمقراطية .. . الخ ، فلا يعنى سوى في السوق والربح لا سواه ما عدا ذلك فهو سراب خادعة ،،، وعلينا أن نعيد قرأت التاريخ للرأسمالية كفلسفة واقتصاد بدءا من المرحلة ( البخارية ) وسيراً وصولاً إلى ما وصلناه إليه وما نحن عليه. أن الرأسمالية كفلسفة واقتصاد سبب مآسي البشرية (جمعأ ) بحثاً وجريئاً وراء السيطرة على الأسواق والثروة فليست لشيء سوا لذلك ، مهما غلفت نفسها بلباس ملائكي ( في إعلامها ) أن كل أنشطتها تجسد مصالح مالك مطلق حاكم مطلق ، فل نقرا أسباب الحروب ما قبل الحرب العالمية الأولى 1914– 1918 م وما تلى ذلك وصولاً إلى الحرب العالمية الثانية 1939– 1945م وما تلى ذلك إلى ما بعد نهاية المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي تقريباً 1990م التي كشفت الرأسمالية عن مضمون وجهها الحقيقي بأكثر وضوحاً بشعاراتها المتجاوزة للفاشية ، فكما نعرف أن شعار الفاشية ( نحن آمة متقدمة ومتميزة فيحق لنا أن نسود العالم ) إذا شعار الفاشية يوجد فيه مجال للحوار أما الرأسمالية الحالي (في |أعلى مراحلها) فهو (من لم يكن معنا فهو ضدنا ) لا مجال هنا للحوار ، والربيع العربي كما نعتقد وفيما يحمله كتاب الفوضة الخلاقة فهو جزء أساسي من شعارها المشار إليه سلفاً تجسيداً لمفهوم (الفوضة الخلاقة ) . ومنذ 1990م بدأت الحرب على (يوغسلافيا) وحتى أللآن يقول بعض المفكرين والباحثين بأن القتلى حتى الآن تجاوز الثمانية مليون عدا الجرحى والمعاقين والمفقودين . والبعض يتحدث عن أكثر من ذلك .. الخ ، أما ما أستخدم من أسلحة فقد تجاوزت ما استخدم في الحربين العالمية الأولى والثانية وهي مستمرة بذلك ومن أدواتها المستخدمة الأكثر انتشار واستجابة لمشاريع الفوضى الخلاقة المليشيات . في الساحة العربية والإسلامية . فهل من صحوة لدى البشرية ومنهم العرب والمسلمين في الإقلاع عن أن يضلوا مليشيات مستخدمة في سياق الفكر الرأسمالي الاباحي ، والبحث عن فكر إنساني وقواسم مشتركة وتجنيب البشرية استمرارية المآسي التي تقودها مؤسسات الفكر الرأسمالي ، وهل يكفؤ الناس عن المتاجرة بشعوبهم وثرواتها أرضاً وإنسانا (وفكراً)والعمل على النهوض بأوضاع شعوبهم الاقتصادية والاجتماعية على قاعدة ( الهوية للشعوب وللأمة مع الاستفادة من الفكر الإنساني القويم (أطلبوا العلم ولو في الصين) .