الحديث هنا يأخذ أبعاد غير حزبية أو عنصرية بل المصالح المشتركة بين الحسن والاحسن. نتحدث عن حدث تاريخي غير مسار أمة.
الهند... القارة : شبهه القارة الهندية تشمل دولة الهندوباكستانوبنغلاديش واقليم كشمير. أخذت استقلالها من بريطانيا في عام 1947. حاول الزعيم الهندي الشهير غاندي إقناع القائد المعروف محمد علي جناح في الحفاظ على وحدة القارة الهندية وأن يكون منصب رئيس الوزراء للمسلمين، رفض جناح وأصر على استقلال المسلمين بمناطق تواجد اكثرية المسلمين، نتج عن ذلك دولة باكستان الغربية والشرقية لتكون دولة واحدة ، لكن سرعان ما انفصلت باكستان الشرقية لتشكل دولة بنغلاديش.
جمهورية الهند ليس فقط تعتبر الدولة الديمقراطية الأكثر سكانا، بل الأكثر استقرارا في القارة الهندية. تقارير وابحاث عديدة منها ما ذكر الدكتور طلال ابو غزاله أن الهند في 2030 سوف يكون تعداد سكانها كالصين ويمثلون سويا نصف سكان العالم. سوف تصبح الصين الأولى اقتصادياً بناتج محلي 64.2 تريليون تليها الهند 46.3 تريليون .
بينما لو كانت القارة الهندية دولة واحدة كما كان يريد غاندي وليس كما أصر جناح، سوف تكون توقعات 2030 مختلفة قليلا. سوف تتفوق على الصين لتصبح الأولى في تعداد السكان. وسوف تلحق الصين اقتصادياً في 2030 لتتفوق عليها فيما بعد.
يقول الدكتور أبو غزاله ويوافقه آخرون، أن تعداد السكان سوف يلعب دور أساسي في الاقتصاد في السنوات القادمة، وذلك لسهولة انتقال الأموال والتكنولوجيا بين الدول حيث توفر العمالة. لهذا من التوقعات لعام 2030 أن تكون مثلاً إندونيسيا الدولة الرابعة عالمياً في حجمها الاقتصادي وتسبق ألمانيا التي سوف تكون في المرتبة العاشرة .
يذكر الكثير من كبار المفكرين الاستراتيجيين أن الاقتصاد سوف يكون العامل الرئيس الذي يحدد مكانة وقوة وتأثير الدول وليس القوة العسكرية. لذلك الدول الصغيرة سوف تكون مهددة اقتصادياً بالمقاطعة والحروب الاقتصادية من قبل دول الاقتصادات الكبرى، لهذا قد نشاهد ميلاد تكتلات اقتصادية كبرى قبل حلول 2030. فهل يتخلف العرب عن هذه التكتلات الاقتصادية؟