حينما هب شعب الجنوب بقواه الحية للحراك السلمي في 2007م كان هدفهم وطن نموذج في البناء وخالي من الفساد والمحسوبيات والعصبية والشلل التي تحب التطبيل او تمجيد الفرد.. وكان أمل الأكثرية بعد تحرير عدن تقديم نموذج في القدوة الحسنة للقيادات وفي البناء المؤسسي وتجسيد الشراكة ورفع الشرفاء من الكفاءات وليس ممارسة نفس ماكان يمارسه من كانوا يجثمون على قرار الجنوب وغيرهم ممن اعتلوا سدة الحكم وفشلوا فيه خلال السنوات الماضية.
لكن وياللأسف ماكنا نشاهده من سلوكيات خاطئة بات الكثير منا يشاهدها منذُ 2015م بل وزيادة عليها ويتعاطى معها البعض كأنها صارت صور مألوفة
فالمناضل أو المقاوم بدلا من يكون نمودج حسن صار بعضهم نموذج سيئ واذا نصحهم أحد تكال له التهم ولو كان مناضل بدرجة الشهداء الله يرحمهم فلن ينفعه ذلك النضال أمام بعض العقليات التي لاتحسن العمل وتحسن الجدل والتطبيل لهذا أو ذاك.!
ولأن البعض تجنب قول هذه الحقيقة لعل القوى الحية تستنهض الهمم وتصلح شأنها وشان الجنوب ،وتجنب البعض انتقاد بعض الأخطاء بسبب عدم امتلاك الجنوب للقرار ،وحتى لاتستغل بعض القوى المتربصة بقضية الجنوب مثل تلك الانتقادات بطريقة خاطئة، خارج عن سياق النقد الهادف للتصحيح لتحوله في سياق الجدل والكيد للآخر الجنوبي.. فقد ترك البعض توجيه النقد لجهات معينة لعلهم يصححون من ذات انفسهم ويقيّمون تجربتهم الماضية.
وهل هم يسيرون في طريق البناء والسلوك الحسنة في العمل والتواضع مع الناس ومحاربة الفساد والمحسوبية وانصاف المظلوم والاهتمام بالكادر الوطني وتحقيق الشراكة؟
أم يذهبون بترديد الشعارات البراقة وتمجيد الافرار وتقديسهم وتكرار نفس ماكان يسير فيه نظام صالح أوالإصلاح وحكومات مابعد سقوط صالح ،والفرق فقط أننا لم نعد نرى فساد أصحابنا وتقصيرهم ونريد فقط ان نتذكر سنوات ماقبل 2015م أو 2017م.
وأما مابعد تلك التواريخ حتى اليوم..فكل شي حلال وفق نظرية البعض الجنوبي المناضل ، مع أننا الجميع شركاء في النضال منذو 2007م، ولكننا لسنا شركاء معهم في ممارسة الباطل أو السكوت عنه أو المناصب والمصالح التي تتقاسم بينهم.
وكل من سيتحدث عن الأخطاء وعن الشراكة وعن النمودج والقدوة الحسنة والعمل، فإن جوابهم ليس وقت هذه الاعمال والتصحيحات! دعونا نستعيد الدولة وبعدها لكل حادث (خريط) وليس حديث.! فأي دولة سنستعيدها بعد ان تكون أخلاق المجتمع قد تدمرت وقيمهم قد فُسدت والأخطاء قد انتشرت وكم سيحتاج الجميع من سنوان لكي يصححوا تلك الأخطاء ؟!
دعوة لتغيير تلك السلوكيات وأحذروا من غضب النخب الواعية والحليمة الصابرة، فإن غضب الحليم جارف حينما يضيق بهم الحال من تلك الأوضاع السلبية.
ان نقدنا لتلك السلوكيات هو بهدف تصحيحها وليس الإساءة لأي طرف فبدون المصارحة لا يمكن لنا ان نتطور ونغادر مربع العثرات والأوضاع الفاشلة السابقة.
اللهم إنا بلغنا فاشهد علي بن شنظور 18/ديسمبر 2019م