امتدت يد الخير الإماراتية لتصل الى القارة الأفريقية السمراء، وهناك كان لهذه اليد الخيرة إسهام فاعل وشراكة حقيقية مع ابناء دول هذه القارة للنهوض بواقعهم الإقتصادي، وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة عنواناً لتحركها في المسار الخيري الذي لم يقتصر على القطاعات التقليدية في بلدان هذه القارة، وفرت دولة الإمارات العديد من فرص الإستثمار وحققت من خلال تلك المساعي الخيرية الحثيثة نمواً اقتصادياً بعيد المدى للدول الأفريقية التي امتدت اليها يد العون والمساعدة لتصون بذلك حقوق الشعوب الأفريقية وتحفظ مواردها التي كانت مهددة من قبل دول الغرب، رفعت دولة الإمارات من مستوى موارد الدول الإفربقية وكذلك القطاعات المختلفة في تلك الدول التي ظل بعضها لمدة طويلة يرزح تحت ظلم الإستعمار. حرصت الإمارات على إحداث نقلات نوعية فكانت أحد أهم شركاء الإتحاد الأفريقي البارزين. تبنت دولة الإمارات مبادرة لدعم دول افريقيا سميت مبادرة الحزام والطريق التي تعمل الصين على تنفيذها عبر عدد الموانئ البحرية بتكلفة تقدر بنحو 1.1 تريليون دولار كما اسهمت في دعم مشروعات إدارة الموانئ، سخرت الإمارات علاقاتها مع العديد من الدول العظمى لخدمة القارة الإفريقية ومن بين تلك الدول الصين باعتبارها شريك اقتصادي مهم على المستوى الدولي وسعت الإمارات لمد جسور الشراكة والتواصل مع الصين لخدمة النهوض الإقتصادي في افريقيا، وفعلت كل المبادرات التي تعزز دور دور الإتحاد الإفريقي عالمياً. وسعت دولة الإمارات من نطاق نشاطها الخيري الداعم للدول الإفريقية حيث انشأت وشغلت ميناء دوفيوتشر في العاصمة السنغالية داكار، وكما انشأت موانئ أيضاً في موزمبيق وإقليم ارض الصومال ورواندا والجزائر. وفي إطار سعيها الدؤوب لإنتشال الأوضاع الإفريقية وقعت الإمارات اتفاقات مع مالي لإقامة منصة لوجيستيات ومع جمهورية الكونغو الديمقراطية لتطوير وإدارة ميناء مياه عميقة بقيمة 1 بليون دولار سيكون الأول من نوعه في الجمهورية، كما عززت الإمارات من الأوضاع العامة للأسواق الأفريقية الى جانب تمويلها لأهم مشاريع البنية الأساسية ودعمها لسوق القطاعات سريعة النمو من بينها النقل وتوليد الطاقة والاتصالات. اسهمت دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم وتشجيع شعوب العديد من الدول الأفريقية من خلال دعمها للقطاعات التقليدية مثل الزراعة وكذا قطاع المصارف عبر التمويل المباشر من بنك دبي الإسلامي الذي تبنى واسهم في دعم المشاريع التنموية والخدمات الأساسية لحياة الناس في كينيا وغيرها من دول القرن الأفريقي، كما قدمت الإمارات وعبر شركة ياهسات خدمات البرودباند لتشمل 19 سوقاً أفريقية تغطي 60 % من السكان توازياً مع تمويلها تشييد مشروعات للطاقة المتجددة في سيشل الى جانب تدشين شركة Emirates Global Aluminium عمليات تصدير خام البوكسيت من مشروعها التعديني في غينيا، ناهيك عن ما تقدمه من استثمارات متعددة في عدد من الدول من بينها موزمبيق التي دعمتها بنحو 3.3 بلايين دولار في 52 مشروعاً في قطاعات الزراعة والتعليم والبترول وغيرها. نسقت الإمارات لبدء استثمارات في قطاع البترول النيجيري في العام المقبل عبر مشروع مشترك بين شركة أبو ظبي الوطنية للبترول وأرامكو السعودية ومؤسسة البترول الوطنية النيجيرية وذلك إسهاماً منها لإحداث نهضة تجارية وإستثمارية شاملة في نيجيريا، وتسعى الإمارات لجعل نيجيريا منصة عالمية لبيع الجازولين لباقي مناطق افريقيا والعالم، بالإضافة الى توجهاتها الخيرية لجعل هذه الشركة النيجيرية من بين اضخم المنشأت الإستثمارية العالمية في مد أنابيب البترول ومراكز التكرير بما يضمن تعزيز إنتاجها من البترول ليصل إلى 3 ملايين برميل يومياً في غضون ما بين عامين وثلاثة أعوام قادمة. تعكف الإمارات حالياً على دراسة توجهاتها ومضاعفة جهودها لدعم دول القارة الإفريقية في العام الميلادي الجديد 2020م، في حين ما تزال خزائنها مفتوحه لتقديم المنح والمساعدات والقروض في سبيل إنعاش النمو الإقتصادي والإسهام في إنجاز مشاريع البنى الأساسية، لا سيما ما يخص قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والتعليم والزراعة والسكك الحديدية والطرق والتجارة ومناطق الإمدادات. ويقدر بنك التنمية الأفريقي حاجة البنية الأساسية وحدها في القارة الأفريقية إلى استثمارات سنوية ما بين 130 و 170 بليون دولار في ظل فجوة تمويلية قدرها البنك بما بين 67.6 و 107.5 بلايين دولار وهو ما الشيء الذي لا يعجز هذه الدولة التي أحبت الخير وتحب ان تراه في الأخرين، دعمت دولة الإمارات وبسخاء الدول الأفريقية في جنوب الصحراء التجاريين بحجم تجارة بلغ 22 بليون دولار في عام 2018م وذلك بعد أوروبا 155 بليون دولار والصين 120 بليون دولار والهند 60 بليون دولار والولايات المتحدة 38 بليون دولار، وذلك تجسيداً منها للإسهام في تنمية الإنسان ودعمه في الحياة، ابرمت الإمارات اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وذلك بهدف خلق المزيد من فرص العمل لإمتصاص البطالة في افريقيا ولدعم المسار التنموي في الدول الأفريقية الفقيرة، كما تمهد معظم الشركات الإماراتية الطريق لبناء علاقات لدعم الأسواق الأفريقية بما تحتاج من اسباب للنهوض بواقعها المتردي. فكما تمتد يد الخير والإحسان الإماراتية لتتلمس حاجة السكان في مختلف أرجاء القارة الأفريقية فان للإمارات دور ايضاً في دعم الدول الإفريقية ومساندتها في حماية سيادتها على اراضيها من نواحي الدعم اللوجستي والعسكري والأمني، وتركز الدور الإماراتي في منطقة القرن الأفريقي التي شهدت تحولات مكثفة وتحركات غير مسبوقة لبعض الجماعات الإرهابية التي يقف خلفها الغرب وطهران فسارعت الإمارات لردم الفجوة التي كاد يحدثها هذا التصدع والتغلغل ليحول هذا التدخل الإماراتي دون إنزلاق الدول الإفريقية الى حافة الصراع، فقد دعمت انشاء قواعد عسكرية لحفظ الأمن والسلام في إريتريا وجمهورية أرض الصومال وغيرها من دول القرن الإفريقي لتمزج بين دورها الإنساني والإغاثي في افريقيا تحدياً اكبر ودوراً أمنياً وعسكرياً ابرز تمثل في منع اي سقوط دول هذه القارة المترامية سواحلياً وادغال في مستنقع الأزمات والنزاعات المسلحة، فهنيئاً للإمارات العربية المتحدة القيام بهذه الأدوار الإنسانية العظيمة.